نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 621
بقيع الغرقد ، وهو يومئذ أثل وطرفاء ، ثم انطلقوا إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وخلفوا فى رحلهم أحدثهم سنا ، فنام عنه ، وأتى سارق فسرق عيبة لأحدهم فيها أثواب له ، وانتهى القوم إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فسلموا عليه وأقروا له بالإسلام ، وكتب لهم كتابا فيه شرائع الإسلام ، وقال لهم : « من خلفتم فى رحالكم ؟ » قالوا : أحدثنا يا رسول الله ، قال : « فإنه قد نام عن متاعكم حتى أتى آت فأخذ عيبة أحدكم » ، فقال أحد القوم : يا رسول الله ، ما لأحد من القوم عيبة غيرى . فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « قد أخذت ، وردت إلى موضعها » فخرج القوم سراعا حتى أتو رحلهم ، فوجدوا صاحبهم ، فسألوه عما خبرهم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : فزعت من نومى ففقدت العيبة ، فقمت فى طلبها ، فإذا رجل قد كان قاعدا ، فلما رآنى ثار يعدو منى ، فانتهيت إلى حيث انتهى ، فإذا أثر حفر ، وإذا هو قد غيب العيبة ، فاستخرجتها ، فقالوا : نشهد أنه رسول الله ، فإنه قد أخبرنا بأخذها ، وأنها قد ردت ، فرجعوا إلى النبى فأخبروه ، وجاء الغلام الذى خلفوه فأسلم . وأمر النبى صلى اللّه عليه وسلم أبى بن كعب « 1 » ، فعلمهم قرآنا ، وأجازهم صلى اللّه عليه وسلم كما كان يجيز الوفود ، وانصرفوا . وفد بنى الحارث بن كعب « 2 » قال ابن إسحاق « 3 » : وبعث رسول الله صلى اللّه عليه وسلم خالد بن الوليد فى شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة عشر إلى بنى الحارث بن كعب بنجران ، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا ، فإن استجابوا فأقبل منهم ، وإن لم يفعلوا فقاتلهم ، فخرج خالد بن الوليد حتى قدم عليهم ، فبعث الركبان يضربون فى كل وجه ، ويدعون إلى الإسلام ، ويقولون : أيها الناس ، أسلموا تسلموا ، فأسلم الناس ، ودخلوا فيما دعوا إليه ،