responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 609


مطيرة ، فسألوا : متى مطرتم ؟ فإذا هو ذلك اليوم الذى دعا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فيه .
فقدم عليه قادم بعد وهو يتجهز لحجة الوداع ، فقال : يا رسول الله ، رجعنا إلى بلادنا فوجدناها مضبوطة مطرا ، لذلك اليوم الذى دعوت لنا فيه ، ثم قلدتنا أقلاد الزرع فى كل خمس عشرة ليلة مطرة جودا ، ولقد رأيت الإبل تأكل وهى بروك ، وإن غنمنا ما توارى من أبياتنا ، فترجع فتقيل فى أهلنا . فقال رسول الله : « الحمد الله الذى هو صنع ذلك « 1 » » .
وفد خولان وقدم على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فى شعبان من سنة عشر وفد خولان ، وهم عشرة ، فقالوا :
يا رسول الله ، نحن على من وراءنا من قومنا ، ونحن مؤمنون بالله عز وجل مصدقون برسوله ، قد ضربنا إليك آباط الإبل ، وركبنا حزون الأرض وسهولها ، والمنة لله ولرسوله علينا ، وقدمنا زائرين لك . فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « أما ذكرتم من مسيركم إلى فإن لكم بكل خطوة خطاها بعير أحدكم حسنة ، وأما قولكم زائرين لك ، فإنه من زارنى بالمدينة كان فى جوارى يوم القيامة » . قالوا : يا رسول الله ، هذا السفر الذى لا توى عليه . ثم قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « ما فعل عم أنس ؟ » وهو صنم خولان الذى كانوا يعبدونه قالوا :
بشر وعر ، بدلنا الله به ما جئت به ، وقد بقيت منا بعد بقايا من شيخ كبير وعجوز كبيرة متمسكون به ، ولو قد قدمنا عليه هدمناه إن شاء الله فقد كنا فى غرور وفتنة يا رسول الله ، إن فتنته كانت أعظم مما عسينا أن نذكره لك ، فالحمد لله الذى من علينا بك ، وتنقذنا من الهلكة ، وما مضى عليه الآباء من عبادته ، قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « وما أعظم ما رأيتم من فتنته ؟ » قالوا : يا رسول الله ، لقد رأيتنا وأسنتنا حتى أكلنا الرمة ، ومات الولدان غرما ، وهلكت ناغيتنا وراعيتنا وحافرنا أو ما ذهب منها . فقلنا ، أو من قال منا : قربوا لعم أنس قربانا يشفع لكم ، فتغاثوا فتعاونوا ، فجمعنا ما قدرنا عليه من عين مالنا ، ثم ذهب ذاهبنا فابتاع مائة ثور ، ثم حشرها علينا ، فنحرناها فى غداة واحدة ، وتركناها تردها السباع ، ونحن أحوج إليها من السباع ، فجاءنا الغيث من ساعتنا ، فأى فتنة أعظم من هذه ، فلقد رأينا العشب يوارى الرجال ، ويقول قائلنا : أنعم علينا عم أنس .


( 1 ) انظر الحديث فى : البداية والنهاية لابن كثير ( 5 / 89 ) ، دلائل النبوة لأبى نعيم ( 160 ) ، طبقات ابن سعد ( 1 / 2 / 43 ) .

609

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 609
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست