نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 607
وفد عبد القيس « 1 » وقدم على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وفد عبد القيس فى جماعة رأسهم عبد الله بن عوف الأشج ، فلما أتوه قال : « من الوفد ؟ » أو « من القوم ؟ » قالوا : ربيعة ، قال : « مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا الندامى » ، قالوا : يا رسول الله ، إنا نأتيك من شقة بعيدة ، وإن بيننا وبينك هذا الحى من كفار مضر ، وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا فى الشهر الحرام ، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا ، ندخل به الجنة . فأمرهم بأربع ، ونهاهن عن أربع . أمرهم بالإيمان بالله وحده ، وقال : « هل تدرون ما الإيمان بالله » قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : « شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تؤدوا خمسا من المغنم » . ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير . قالوا : يا نبى الله ، ما علمك بالنقير ؟ قال : « بلى ، جذع ينقرونه فيقذفون فيه من القطيعاء ، أو قال : من التمر ثم يصبون فيه من الماء حتى إذا سكن غليانه شربتموه ، حتى أن أحدكم أو أن أحدهم ليضرب ابن عمه بالسيف » ، وفى القوم رجل أصابته جراحه كذلك ، قال : وكنت أخبأها حياء من رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وقد كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لما سلم عليه القوم سألهم : « أيكم عبد الله الأشج » ؟ فقالوا : أتاك يا رسول الله . وكان عبد الله وضع ثياب سفره ، وأخرج ثيابا حسانا فلبسها ، وكان رجلا دميما ، فلما جاء ونظر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إلى دمامته قال : يا رسول الله ، إنه لا يستقى فى مسوك الرجال ، إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه ، لسانه وقلبه . فقال له رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم ، والأناة » . فقال عبد الله : يا رسول الله ، أشىء حدث فى ، أم شىء جبلت عليه ؟ فقال : « بل شىء جبلت عليه » « 2 » . وكان الأشج يسائل رسول الله صلى اللّه عليه وسلم عن الفقه والقرآن ، فكان رسول الله يدنيه منه إذا جلس ، وكان يأتى أبى بن كعب فيقرأ عليه .