نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 55
فأتاهم قصى بمن معه من قومه من قريش وكنانة وقضاعة عند العقبة ، فقال : لنحن أولى بهذا الأمر منكم . فقاتلوه ، فاقتتل الناس قتالا شديدا ، ثم انهزمت صوفة وغلبهم قصى على ما كان بأيديهم من ذلك . وانحازت عند ذلك خزاعة وبنو بكر عن قصى ، وعرفوا أنه سيمنعهم كما منع صوفة ، وأنه سيحول بينهم وبين الكعبة وأمر مكة ، فلما انحازوا عنه بادأهم وأجمع لحربهم ، وخرجت له خزاعة وبنو بكر فالتقوا ، فاقتتلوا قتالا شديدا بالأبطح ، حتى كثرت القتلى فى الفريقين جميعا ، وفشت الجراح فيهم وأكثر ذلك فى خزاعة . ثم إنهم تداعوا إلى الصلح وإلى أن يحكموا بينهم رجلا من العرب ، فحكموا يعمر ابن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن قصى . فقضى بينهم أن قصيا أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة ، وأن كل دم أصابه قصى من خزاعة وبنى بكر موضوع يشدخه « 1 » تحت قدميه ، وأن ما أصابت خزاعة وبنو بكر من قريش وكنانة وقضاعة ففيه الدية مؤداة ، وأن يخلى بين قصى وبين الكعبة ومكة . فسمى يعمر بن عوف يومئذ الشداخ ، لما شدخ من الدماء ، ووضع منها ، ويقال : الشداح أيضا . فولى قصى البيت وأمر مكة ، وجمع قومه من منازلهم إلى مكة ، وتملك على قومه وأهل مكة فملكوه ، إلا أنه قد أقر العرب على ما كانوا عليه ، وذلك أنه كان يراه دينا فى نفسه لا ينبغى تغييره . فأقر آل صفوان وعدوان والنسأة ومرة بن عوف على ما كانوا عليه ؛ حتى جاء الإسلام فهدم الله به ذلك كله « 2 » . وبنو مرة بن عوف هم أهل البسل وقد تقدم ذكرهم . وأما النسأة « 3 » فهم بنو فقيم بن عدى بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر .
( 1 ) يشدخه : الشدخ الكسر فى كل شىء رطب ، وقيل : هو التهشيم يعنى به كسر اليابس وكل أجوف . وقال الليث : الشدخ كسرك الشىء الأجوف كالرأس ونحوه . انظر : اللسان ( مادة اشدخ ) . ( 2 ) انظر : السيرة ( 1 / 116 ) . ( 3 ) انظر : السيرة ( 1 / 54 ) .
55
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 55