نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 519
الحد « 1 » والجد لو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب ، ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب ، فمن شهدها منكم ؟ » قالوا : عمرو بن عامر وعوف بن عامر . قال : « ذانك الجذعان « 2 » لا ينفعان ولا يضران ! يا مالك ، إنك لم تصنع بتقديم بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئا ، ارفعهم إلى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم ثم الق الصّبّاء « 3 » على متون الخيل فإن كانت لك لحق بك من وراءك ، وإن كانت عليك ألفاك ذلك وقد أحرزت أهلك ومالك » . قال : والله لا أفعل ، إنك قد كبرت وكبر عقلك والله لتطيعننى يا معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهرى ، وكره أن يكون لدريد فيها ذكر أو أرى ، قالوا : أطعناك . فقال دريد ابن الصمة : هذا يوم لم أشهده ولم يفتنى : < شعر > يا ليتنى فيها جذع * أخب فيها وأضع « 4 » < / شعر > ثم قال مالك للناس : إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم ، ثم شدوا شدة رجل واحد . وبعث مالك بن عوف عيونا من رجاله ، فأتوه وقد تفرقت أوصالهم فقال : ويلكم ما شأنكم ؟ قالوا : رأينا رجالا بيضا على خيل بلق والله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى ، فو الله ما رده ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد . ولما سمع بهم نبى الله صلى اللّه عليه وسلم بعث إليهم عبد الله بن أبى حدرد الأسلمى وأمره أن يدخل فى الناس ، ويقيم فيهم حتى يعلم علمهم ، ثم يأتيه بخبرهم ، فانطلق ابن أبى حدرد فدخل فيهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا عليه من حرب رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، وسمع من مالك وأمر هوزان ما هم له ثم أقبل حتى أتى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فأخبره الخبر « 5 » .
( 1 ) غاب الحد : أى غابت الشجاعة والحدة . ( 2 ) الجذعان : يريد أنهما ضعيفان بمنزلة الجذع فى سنه . ( 3 ) الصباء : مفردها صابىء وكانوا يسمون المسلمون صباء . ( 4 ) يا ليتنى فيها جذع : يتمنى أن يكون فى هذه الحرب شابا لم تحطمه الأيام . وأخب : من الخبب ، وهو ضرب من السير . ( 5 ) ذكر فى السيرة ( 4 / 73 ) زيادة فى هذا الموضع فقال : « . . . فأخبره الخبر ، فدعا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم عمر بن الخطاب ، فأخبره الخبر فقال عمر : كذب ابن أبى حدرد ، فقال ابن أبى حدرد : إن -
519
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 519