responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 491


« رحم الله امرء أراهم اليوم من نفسه قوة » « 1 » ثم استلم الركن وخرج يهرول ويهرول أصحابه معه ، حتى إذا واراه البيت منهم واستلم الركن اليمانى مشى حتى يستلم الركن الأسود ، ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف ومشى سائرها فكان ابن عباس يقول : كان الناس يظنون أنها ليست عليهم وذلك أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إنما صنعها لهذا الحى من قريش الذى بلغه عنهم حتى حج حجة الوداع فلزمها فمضت السنة بها .
ولما دخل رسول الله صلى اللّه عليه وسلم مكة فى تلك العمرة وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يديه :
< شعر > خلوا بنى الكفار عن سبيله * خلوا فكل الخير فى رسوله يا رب إنى مؤمن بقيله * أعرف حق الله فى قبوله < / شعر > وكان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قد بعث بين يديه جعفر بن أبى طالب إلى ميمونة بنت الحارث ابن حزن الهلالية ، فخطبها عليه فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، وكانت تحته أختها أم الفضل بنت الحارث ، وقيل : جعلت أمرها إلى أم الفضل ، فجعلت أم الفضل أمرها إلى العباس فزوجها العباس رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وأصدقها عنه أربعمائة درهم .
وقضى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم نسكه ، وأقام بمكة ثلاث ليال ، وكان ذلك أجل القضية يوم الحديبية . فلما أصبح رسول الله صلى اللّه عليه وسلم من اليوم الرابع أتاه سهيل بن عمرو وحويطب عبد العزى . [ فى نفر من قريش ] ورسول الله صلى اللّه عليه وسلم فى مجلس الأنصار يتحدث مع سعد بن بن عبادة فصاح حويطب : نناشدك الله والعقد إلا خرجت من أرضنا فقد مضت الثلاث .
فقال سعد : كذبت لا أم لك إنها ليست بأرضك ولا أرض أبيك والله لا يخرج إلا راضيا ، فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وضحك : « يا سعد ، لا تؤذ قوما زارونا فى رحالنا » . ثم قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « وما عليكم لو تركتمونى فأعرست بين أظهركم وصنعنا لكم طعاما فحضرتموه ؟ » « 2 » قالوا : لا حاجة لنا بطعامك فاخرج عنا .
فأمر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أبا رافع مولاه فأذن بالرحيل ، وخلف أبا رافع على ميمونة حتى أتاه بها بسرف وقد لقيت ومن معها عناء وأذى من سفهاء المشركين وصبيانهم ، فبنى بها رسول الله صلى اللّه عليه وسلم بسرف ثم أدلج فسار حتى قدم المدينة . ثم كان من قضاء الله سبحانه أن ماتت ميمونة بسرف بعد ذلك بحين ، فتوفيت حيث بنى بها .
قال موسى بن عقبة : وذكر أن الله - تعالى - أنزل فى تلك العمرة : الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ والْحُرُماتُ قِصاصٌ [ البقرة : 194 ] .


( 1 ) انظر الحديث فى : صحيح مسلم ( 2 / 240 ، 923 ) ، مسند الإمام أحمد ( 1 / 305 ، 306 ) . ( 2 ) انظر الحديث فى : الحاكم فى المستدرك ( 4 / 31 ) .

491

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست