نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 347
لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض ، واله ما تليق شيئا ، ولا يقوم لها شىء . قال أبو رافع : فرفعت طنب الحجرة بيدى ثم قلت : تلك والله الملائكة ! فرفع أبو لهب يده فضرب وجهى ضربة شديدة ، وثاورته فاحتملنى وضرب بى الأرض ، ثم برك علىّ يضربنى وكنت رجلا ضعيفا ، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فضربته به ضربة فلقت فى رأسه شجة منكرة . وقالت أتستضعفه أن غاب عنه سيده ! فقام موليا ذليلا ، فو الله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتلته . وذكر محمد بن جرير الطبرى فى تاريخه أن العدسة قرحة كانت العرب تتشاءم بها ، ويرون أنها تعدى أشد العدوى . فلما أصابت أبا لهب تباعد عنه بنوه ، وبقى بعد موته ثلاثا لا تقرب جنازته ، ولا يحاول دفنه ، فلما خافوا السّبّة فى تركه حفروا له ثم دفعوه بعود فى حفرته ، وقذفوه بالحجارة من بعيد ، حتى واروه . وقال ابن إسحاق فى رواية يونس بن بكير عنه : إنهم لم يحفروا له ولكن أسندوه إلى حائط وقذفوا عليه الحجارة من خلف الحائط ، حتى واروه . ويروى أن عائشة - رضى الله عنها - كانت إذا مرت بموضعه ذلك غطت وجهها . وخرج البخارى فى صحيحه : أن أبا لهب رآه بعض أهله فى المنام بشرحيبة ، أى حالة ، فقال : ما لقيت بعدكم راحة ، غير أنى سقيت فى مثل هذه - وأشار إلى النقرة بين السبابة والإبهام - بعتقى ثويبة . وثويبة هذه أرضعت رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وارضعت عمه حمزة وابا سلمة بن عبد الأسد . وروى غير البخارى أن الذى رأى أبا لهب من أهله هو أخوه العباس ، وأنه قال : مكثت حولا بعد موت أبى لهب لا أراه فى نوم ، ثم رأيته فى شر حال ، فقال : ما لقيت بعدكم راحة ، إلا أن العذاب يخفف عنى كل يوم اثنين . وذلك أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ولد يوم الاثنين ، فبشرت أبا لهب بمولده ثوبية مولاته ، فقالت له : أشعرت أن آمنة ولدت غلاما لأخيك عبد الله ؟ فقال لها : اذهبى فأنت حرة ، فنفعه ذلك وهو فى النار ، كما نفع أخاه ابا طالب ذبه عن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم واجتهاده فى منعه ونصرته ، فهو أهون أهل النار عذابا .
347
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 347