نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 322
كان بمعدن فوق الفرع يقال له : بحران أضل سعد بن أبى وقاص وعتبه بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه ، فتخلفا فى طلبه . ومضى عبد الله فى بقية أصحابه حتى نزل بنخلة ، فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا ، وأدما ، وتجارة من تجارة قريش ، فيها عمرو بن الحضرمى ، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومى وأخوه نوفل ، والحكم بن كيسان ، فلما رآهم القوم هابوهم ، وقد نزلوا قريبا منهم ، فأشرف لهم عكاشة بن محصن ، وكان قد حلق رأسه ، فلما رأوه أمنوا ، وقالوا : عمار لا بأس عليكم منهم ، وتشاور القوم فيهم ، وذلك فى آخر يوم من رجب ، فقالوا : والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمنعن منكم به ، ولئن قتلتوهم لتقتلنهم فى الشهر الحرام . فتردد القوم وهابوا ثم شجعوا أنفسهم وأجمعوا قتل من قدروا عليه منهم ، وأخذ ما معهم . فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمى بسهم فقتله ، واستأسر عثمان بن عبد الله ، والحكم ، وأفلت القوم نوفل فأعجزهم . وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم المدينة . وعزل عبد الله بن جحش لرسول الله صلى اللّه عليه وسلم خمس تلك الغنيمة وقسم سائرها بين أصحابه ، وذلك قبل أن يفرض الله الخمس من المغانم فلما أحل الله الفىء بعد ذلك وأمر بقسمه وفرض الخمس فيه ، وقع على ما كان عبد الله صنع فى تلك العير . فلما قدموا على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قال : « ما أمرتكم بقتال فى الشهر الحرام » « 1 » . فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا . فلما قال ذلك رسول الله صلى اللّه عليه وسلم سقط فى أيدى القوم وظنوا أنهم قد هلكوا ، وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا ، وقالت قريش : قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال ، وأسروا فيه الرجال . فقال من يرد عليهم من المسلمين ممن كان بمكة : إنما أصابوا ما أصابوا فى شعبان . وقالت يهود ، تفاءل بذلك على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : عمرو بن الحضرمى قتله واقد بن عبد
( 1 ) انظر الحديث فى : البداية والنهاية لابن كثير ( 3 / 249 ) .
322
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 322