نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 311
وقام عمارة بن حزم إلى زيد بن عمرو ، وكان طويل اللحية ، فأخذ بلحيته فقاده بها قودا عنيفا حتى أخرجه من المسجد ، ثم جمع عمارة يديه فلدمه بهما فى صدره لدمة خر منها . قال : يقول : خدشتنى يا عمارة ! قال : أبعدك الله يا منافق ، فما أعد الله لك من العذاب أشد من ذلك ، فلا تقربن مسجد رسول الله صلى اللّه عليه وسلم . وقام أبو محمد ، رجل من بنى النجار ، وكان بدريا ، إلى قيس بن عمرو فجعل يدفع فى قفاه حتى أخرجه من المسجد . وكان قيس غلاما شابا لا يعلم فى المنافقين شاب غيره . وقام رجل من بلحارث يقال له : عبد الله بن الحارث إلى رجل يقال له : الحارث بن عمرو وكان ذا جمة فأخذ بجمته يسحبه عنيفا على ما مر به من الأرض حتى أخرجه من المسجد . قال : يقول المنافق : لقد أغلظت يا ابن الحارث . فقال له : إنك أهل لذلك يا عدو الله لما أنزل الله فيك ، فلا تقرب مسجد رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فإنك نجس . وقام رجل من بنى عمرو بن عوف إلى أخي ذوى بن الحارث فأخرجه من المسجد إخراجا عنيفا وأفف منه « 1 » وقال : غلب عليك الشيطان وأمره . فهؤلاء من حضر المسجد يومئذ ، من المنافقين فأمر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم بإخراجهم « 2 » . ففى هؤلاء من أحبار يهود والمنافقين من الأوس والخزرج نزل صدر سورة البقرة إلى المائة منها ، فيما بلغنى والله أعلم . وقدم على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم المدينة وفد نصارى نجران ، ستون راكبا ، فدخلوا عليه المسجد حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرات جبب وأردية ، فى جمال رجال بنى الحارث بن كعب ، يقول بعض من رآهم يومئذ ، من أصحاب رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : ما رأينا بعدهم وفدا مثلهم . وحانت صلاتهم فقاموا يصلون فى المسجد ، فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : دعوهم . فصلوا إلى المشرق ، وكان فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، فى الأربعة عشر منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم : العاقب أمير القوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم الذى لا يصدرون
( 1 ) أقف منه : أى قال له أف ، وهى كلمة تقال لكل ما يتقل ويضجر منه . ( 2 ) انظر : السيرة ( 2 / 137 ) .
311
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 311