نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 266
فلما جلس كان أول متكلم العباس فقال : يا معشر الخزرج ، وكانت العرب إنما يسمون هذا الحى من الأنصار الخزرج ، خزرجها وأوسها ، إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو فى عز من قومه ومنعة فى بلده ، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك ، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه فى عز ومنعة من قومه وبلده . فقلنا له : قد سمعنا ما قلت . فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت . فتكلم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب فى الإسلام ، ثم قال : أبايعكم على أن تمنعونى مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم . فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم والذى بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا ، فبايعنا يا رسول الله ، فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر . فاعترض القول ، والبراء يكلم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، أبو الهيثم بن التيهان ، فقال : يا رسول الله ، إن بيننا وبين الرجال حبالا ونحن قاطعوها ، يعنى اليهود ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ . قال : فتبسم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ثم قال : بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم منى ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم . قال كعب : وقد قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : أخرجوا إلى منكم اثنى عشر نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم . فأخرجوا منهم اثنى عشر نقيبا ، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ، من الخزرج : أبو أمامة أسعد بن زرارة ، وسعد بن الربيع « 1 » ، وعبد الله بن رواحة « 2 » ، ورافع بن مالك