responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 255


فقال له أبو بكر : كيف العدد فيكم ؟ قال له مفروق : إنا لنزيد على ألف ولن تغلب ألف من قلة . فقال أبو بكر : فكيف المنعة فيكم ؟ قال : علنيا الجهد ولكل قوم جد ، قال أبو بكر : فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم ؟ فقال مفروق : إنا لأشد ما نكون غضبا حين نلقى ، وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب ، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله ، يديلنا مرة ويديل علينا ، لعلك أخو قريش ؟ .
فقال أبو بكر : أو قد بلغكم أنه رسول الله ؟ فها هو ذا . فقال مفروق : قد بلغنا أنه يذكر ذلك ، فالإم تدعو يا أخا قريش ؟ .
فتقدم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فقال : « أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنى رسول الله ، وإلى أن تتؤونى وتنصرونى ، فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله وكذبت رسوله ، واستغنت بالباطل عن الحق ، والله هو الغنى الحميد » .
فقال مفروق : وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش ؟ فتلا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ولا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وإِيَّاهُمْ ولا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وما بَطَنَ ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ الأنعام : 151 ] .
فقال مفروق : وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش ؟ فتلا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والْإِحْسانِ وإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ويَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ والْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [ النحل : 90 ] .
فقال مفروق : دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك . وكأنه أراد أن يشركه فى الكلام هانىء بن قبيصة .
فقال : وهذا هانىء بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا .
فقال هانىء : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ، وإنى أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك ، لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر ، زلة فى الرأى وقلة نظر فى العاقبة ، وإنما تكون الزلة مع العجلة ، ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدا ، ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر . وكأنه أحب أن يشركه فى الكلام المثنى بن حارثة فقال :
وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا .
فقال المثنى : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ، والجواب هو جواب هانىء بن قبيصة

255

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست