responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 201


فصدقناه وآمنا به ، واتبعناه على ما جاء به من الله ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا ، وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث ، فلما قهرونا وظلمونا ، وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا ، خرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ورغبنا فى جوارك ، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك ، فقال له النجاشى : هل معك مما جاء به عن الله من شىء ؟ فقال له جعفر : نعم .
قال : فاقرأه علىّ . فقرأ عليه صدرا من : كهيعص ، فبكى والله النجاشى حتى أخضل لحيته ، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم ، حين سمعوا ما يتلى عليهم .
ثم قال لهم النجاشى : إن هذا والذى جاء به موسى ليخرج من مشكاة « 1 » واحدة ، انطلقا ، فو الله لا أسلمهم إليكما أبدا ولا يكادون .
فلما خرجا من عنده ، قال عمرو بن العاص : والله لآتينه عنهم غدا بما أستأصل به خضراءهم « 2 » . قالت : فقال له عبد الله بن أبى ربيعة ، وكان أتقى الرجلين فينا : لا تفعل فإن لهم أرحاما ، وإن كانوا قد خالفونا . قال : والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد . ثم غدا عليه ، فقال : أيها الملك ، إنهم يقولون فى عيسى ابن مريم قولا عظيما ، فسلهم عما يقولون فيه .
قالت : فأرسل إليهم ليسألهم عنه ، ولم ينزل مثلها قط . فاجتمع القوم ، ثم قال بعضهم لبعض : ماذا تقولون فى عيسى ابن مريم إذا سألكم عنه ؟ فقالوا : نقول والله ما قال الله ، وما جاءنا به نبينا ، كائنا فى ذلك ما هو كائن .
قالت : فلما دخلوا عليه قال لهم : ما تقولون فى عيسى ابن مريم ؟ قالت : فقال جعفر ابن أبى طالب : نقول فيه الذى جاءنا به نبينا ، نقول : عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول ، قالت : فضرب النجاشى بيده إلى الأرض فأخذ منها عودا ، ثم قال : ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود ، قالت : فتناخرت « 3 » بطارقته حوله حين قال ما قال ، فقال : وإن نخرتم والله ، اذهبوا فأنتم شيوم بأرضى أى آمنون ، من سبكم غرم ، من سبكم غرم ، من سبكم غرم ، فما أحب أن لى دبرا من ذهب وأنى


( 1 ) مشكاة : أى الثقب الذى يوضع فيه الفتيل والمصباح ، وهى الكوة غير النافذ . ( 2 ) استأصل به خضراءهم : أى جماعتهم وقوتهم ومعظمهم ، وقيل : شجرتهم التى تفرعوا منها . ( 3 ) تناخرت : أى تكلمت وكأنه كلام من غضب ونفور .

201

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست