responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 189


فلما قالوا ذلك لرسول الله صلى اللّه عليه وسلم قام عنهم ، وقام معه عبد الله بن أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وهو ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب ، فقال له : يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا ، فلم تقبله منهم ، ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله كما تقول ويصدقوك ويتبعوك ، فلم تفعل ، ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله ، فلم تفعل ، ثم سألوك أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب ، فلم تفعل . أو كما قال له ، فو الله لا أؤمن لك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلمأ ثم ترقى فيه وأنا أنظر ، حتى تأتيها ، ثم تأتى معك بصك معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول ، وأيم الله لو فعلت ذلك ما طننت أنى أصدقك . ثم انصرف عن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، وانصرف رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إلى أهله حزينا آسفا لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه ، ولما رأى من مباعدتهم إياه .
فلما قام عنهم قال أبو جهل : يا معشر قريش إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا ، وشتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وشتم آلهتنا ، وإنى أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حمله ، أو كما قال ، فإذا سجد فى صلاته فضخت به رأسه ، فأسلمونى عند ذلك أو امنعونى ، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم . قالوا : والله لا نسلمك لشىء أبدا فامض لما تريد .
فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا كما وصف ، ثم جلس لرسول الله صلى اللّه عليه وسلم ينتظره ، وغدا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم كما كان يغدر ، وكان بمكة وقبلته إلى الشام ، فكان إذا صلى صلى بين الركنين : الركن اليمانى والحجر الأسود وجعل الكعبة بينه وبين الشام .
فقام رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يصلى ، وقد غدت قريش فى أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل ، فلما سجد رسول الله صلى اللّه عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر ثم أقبل نحوه ، حتى إذا دنا منه رجع منهزما منتقعا لونه مرعوبا قد يبست يداه على حجره حتى قذف الحجر من يده . وقامت إليه رجال قريش فقالوا : ما لك يا أبا الحكم ؟ قال : قمت إليه لأفعل ما قلت لكم البارحة ، فلما دنوت منه عرض لى دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ، ولا أنيابه لفحل قط ، فهم بى أن يأكلنى .
قال ابن إسحاق « 1 » : فذكر لى أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قال : « ذلك جبريل ، لو دنا لأخذه » « 2 » .


( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 246 ) . ( 2 ) انظر الحديث فى : دلائل النبوة للبيهقى ( 2 / 191 ) .

189

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست