responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 184


< شعر > لقد علم الأقوام أن سراتكم * على كل حال خير أهل الجباجب « 1 » فقوموا فصلوا ربكم وتمسحوا * بأركان هذا البيت بين الأخاشب فعندكم منه بلاء ومصدق * غداة أبى يكسوم هادى الكتائب كتيبته بالسهل تمسى ورجله * على القاذفات فى رؤس المناقب « 2 » فلما أتاكم نصر ذى العرش ردهم * جنود إله بين ساف وحاصب فولوا سراعا هاربين ولم يؤب * إلى قومه ملحبش غير عصائب فإن تهلكوا نهلك وتهلك عصائب * يعاش بها قول امرىء غير كاذب < / شعر > ثم إن قريشا اشتد أمرهم ، للشقاء الذى أصابهم ، فى عداوة رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ومن أسلم معه منهم ، فأغروا برسول الله صلى اللّه عليه وسلم سفهاءهم ، فكذبوه وآذوه ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون ، رسول الله صلى اللّه عليه وسلم مظهر لأمر الله لا يستخفى به ، مباد لهم بما يكرهون من عيب دينهم ، واعتزال أوثانهم ، وفراقه إياهم على كفرهم .
فحدث عروة بن الزبير أنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص : ما أكثر ما رأيت قريشا أصابوا من رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فيما كانوا يظهرون من عداوته ؟ قال : حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما فى الحجر ، فذكروا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط ! سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا ، لقد صبرنا معه على أمر عظيم . أو كما قالوا . فبينما هم فى ذلك طلع رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فأقبل يمشى حتى استلم الركن ، ثم مر بهم طائفا بالبيت ، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول .
قال : فعرفت ذلك فى وجه رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها ، فعرفت ذلك فى وجه رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ، فوقف ثم قال : « أتسمعون يا معشر قريش ؟ ! والذى نفسى بيده لقد جئتكم بالذبح » . قال :
فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع ، حتى أن أشدهم وصاة فيه قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول ، حتى إنه ليقول : انصرف يا أبا القاسم ، فو الله ما كنت جهولا . قال : فانصرف رسول الله صلى اللّه عليه وسلم حتى إذا كان الغد


( 1 ) الجباجب : بالضم هو المستوى من الأرض وهى هنا أسماء منازل بمنى سميت به لأنه كروش الأضاحى تلقى فيها أيام الحج . ( 2 ) القاذفات : أعالى الجبال ، وقيل : هى كل ما أشرف من رؤس الجبال وأعاليها . المناقب : جمع منقبة ، الطريق الضيق بين دارين أو جبلين لا يستطاع سلوكه .

184

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست