responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 177


< شعر > ونحمى حماها كل يوم كريهة * ونضرب عن أحجارها من يرومها بنا انتعش العود الذوى وإنما * بأكنافنا تندى وتنمى أرومها < / شعر > ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ، فقال لهم : يا معشر قريش ، إنه قد حضر هذا الموسم ، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس ، فقل وأقم لنا رأيا نقول فيه ، قال : بل أنتم فقولوا أسمع . قالوا : نقول : كاهن . قال : والله ما هو بكاهن ، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة « 1 » الكاهن ولا سجعه . قالوا : فنقول : مجنون . قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ولا تخالجه « 2 » ولا وسوسته . قالوا : فنقول شاعر . قال ما هو بشاعر ، لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالوا : فنقول ساحر . قال : ما هو بساحر ، قد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثه ولا عقده « 3 » ، قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال : والله إن لقوله لحلاوة وإن أصله لعذق « 4 » وإن فرعه لجناة ، وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا ساحر ، جاء بقول هو سحر ، يفرق به بين المرء وأبيه ، وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجه ، وبين المرء وعشيرته ، فتفرقوا عنه بذلك ، فجعلوا يجلسون لسبل الناس حين قدموا الموسم ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه ، وذكروا لهم أمره ، وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فانتشر ذكره فى بلاد العرب كلها « 5 » .
فلما خشى أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التى يعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها ، وتودد فيها أشراف قومه ، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم فى ذلك من شعره أنه غير مسلم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ولا تاركه لشىء أبدا حتى يهلك دونه .
وأولها :


( 1 ) زمزمة الكاهن : أى كلام خفى لا يهم . ( 2 ) التخالج : اختلاج الأعضاء وتحركها عن غير إراده . ( 3 ) نفثه وعقده : هذه إشارة إلى ما كان يفعل الساحر إذ كان يأخذ خيطا فيعقده ثم ينفث عليه بلا ريق . ( 4 ) العذق : الكثير الشعب والأطراف ، ومن رواه عذق فمعناه كثير الماء ، والعذق : كل غصن له شعب ، وأيضا هو النخلة عند أهل الحجاز . انظر : اللسان ( مادة عذق ) . ( 5 ) انظر : السيرة ( 1 / 222 - 224 ) .

177

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست