responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 174


عليهم ما يصنعون ، حتى قاتلوهم ، فضرب سعد يومئذ رجلا من المشركين بلحى بعير « 1 » فشجه . فكان أول دم هريق فى الإسلام .
فلما بادى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه ، حتى ذكر آلهتهم وعابها . فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه ، وأجمعوا خلافه وعداوته ، إلا من عصم الله منهم بالإسلام ، وهم قليل مستخفون .
وحدب « 2 » على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم عمه أبو طالب ومنعه وقام دونه ومضى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم على أمره الله مظهرا له ، لا يرده عنه شىء .
فلما رأت قريش أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لا يعتبهم من شىء أنكروه عليه ، من فراقهم وعيب آلهتهم ، ورأوا أن عمه أبا طالب قد حدب عليه وقام دونه فلم يسلمه لهم ، مشى رجال من أشرافهم إلى أبى طالب ، عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس وأبو سفيان بن حرب ، وأبو البخترى بن هشام ، والحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصى ، والأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، وأبو جهل بن هشام بن المغيرة ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، والعاص بن وائل ، ومن مشى منهم .
فقالوا : يا أبا طالب ، إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا ، وإما أن تخلى بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فنكفيه . فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا ، وردهم ردا جميلا ، فانصرفوا عنه .
ومضى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم على ما هو عليه ، يظهر دين الله ويدعو إليه ، ثم شرى الأمر « 3 » بينه وبينهم ، حتى تباعد الرجال وتضاغنوا ، وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم بينها ، فتذامروا فيه وحض بعضهم بعضا عليه .
ثم إنهم مشوا إلى أبى طالب مرة أخرى ، فقالوا له : يا أبا طالب ، إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا ، حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك فى ذلك حتى يهلك أحد الفريقين . أو كما قالوا له .


( 1 ) لخى بعير : اللحى العظم الذى على الخد ، وهو من الإنسان العظم الذى تنبت عليه اللحية . ( 2 ) حدب : أى عطف عليه ومنعه ، يقال : فلان حدب على فلاذن ، إذا كان عاطفا عليه مانعا له . ( 3 ) شرى الأمر : أى كثر واستفحل ، يقال : شرى البرق إذا كثر لمعانه ، ويقال : شرى الرجل إذا غضب .

174

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست