responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 164


وعن بعض أهل العلم أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم حين أراده الله بكرامته وابتدائه بالنبوة ، كان إذا خرج لحاجته أبعد حتى تحسر عنه البيوت ويفضى إلى شعاب مكة وبطون أوديتها ، فلا يمر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، بحجر ولا شجرة إلا قال : السلام عليك يا رسول الله . فيلتفت حوله عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة ، فمكث كذلك يرى ويسمع ما شاء الله أن يمكث ، ثم جاءه جبريل بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء فى رمضان « 1 » .
وعن عبيد بن عمير بن قتادة الليثى ، يحدث كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله صلى اللّه عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل قال : كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يجاور فى حراء من كل سنة شهرا ، وكان ذلك مما تحنث به قريش فى الجاهلية ، والتحنث : التبرر .
فكان يجاور ذلك الشهر من كل سنة ، يطعم من جاءه من المساكين ، فإذا قضى جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف قبل أن يدخل بيته الكعبة ، فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله ، ثم يرجع إلى بيته « 2 » .
حتى إذا كان الشهر الذى أراد الله به فيه ما أراد من كرامته ، وذلك الشهر رمضان ، خرج رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إلى حراء كما كان يخرج لجواره ومعه أهله ، حتى إذا كانت الليلة التى أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها جاءه جبريل بأمر الله .
قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فجاءنى وأنا نائم بنمط « 3 » من ديباج فيه كتاب « 4 » ، فقال : إقرأ .
قلت : « ما أقرأ » فغتنى به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلنى ، فقال : اقرأ . فقلت : « ما أقرأ » فغتنى « 5 » به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلنى فقال : اقرأ ، قلت : « ما أقرأ » فغتنى به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلنى فقال : اقرأ : قلت : « ماذا أقرأ ؟ » ، ما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لى بمثل ما صنع ، قال : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ


( 1 ) ذكره ابن سعد فى الطبقات ( 1 / 157 ) ، البيهقى فى دلائل النبوة ( 2 / 146 ) ، الحاكم فى المستدرك ( 4 / 70 ) . ( 2 ) ذكره ابن كثير فى البداية والنهاية ( 3 / 12 ) . ( 3 ) النمط : هو ضرب من البسط . ( 4 ) كتاب : قال فى الروض الأنف : قال بعض المفسرين فى قوله تعالى : الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ إنها إشارة إلى الكتاب الذى جاء به جبريل حين قال له : اقرأ . ( 5 ) فغتنى : قال ابن الأثير : الغت والغط سواء كأنه أراد عصرنى عصرا شديدا حتى وجدت منه المشقة ، كما يجد من يغمس فى الماء قهرا .

164

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست