responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 123


عطشا ، وكان يغدو إذا أصبح فيشرب من ماء زمزم شربة ، فربما عرضنا عليه الغذاء فيقول : لا أريده أنا شبعان .
قال ابن إسحاق « 1 » : ثم إن أبا طالب خرج فى ركب تاجرا إلى الشام ، فلما تهيأ للرحيل صب به « 2 » رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فيما يزعمون ، فرق له أبو طالب وقال : والله لأخرجن به معى ولا يفارقنى ولا أفارقه أبدا أو كما قال .
فخرج به معه ، فلما نزل الركب بصرى « 3 » من أرض الشام ، وبها راهب يقال له بحيرى فى صومعة له ، وكان إليه علم أهل النصرانية ، ولم يزل فى تلك الصومعة منذ قط راهب إليه يصير علمهم عن كتاب فيها فيما يزعمون يتوارثونه كابرا عن كابر .
فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم ، حتى كان ذلك العام ، فلما نزلوا به قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا ، وذلك فيما يزعمون عن شىء رآه وهو فى صومعته ، يزعمون أنه رأى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فى الركب حين أقبلوا وغمامة تظله من بين القوم ، ثم أقبلوا فنزلوا فى ظل شجرة قريبا منه ، فنظر إلى الغمامة حتى أظلت الشجرة وتهصرت « 4 » أغصان الشجرة على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم حتى استظل تحتها ، فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته وقد أمر بذلك الطعام فصنع ، ثم أرسل إليهم فقال : إنى قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش وأحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وعبدكم وحركم . فقال له رجل منهم :
والله يا بحيرى إن لك اليوم لشأنا ! ما كنت تصنع هذا بنا ، وقد كنا نمر بك كثيرا ، فما شأنك اليوم ؟ .
قال له بحيرى : صدقت ، قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم . فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى اللّه عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه فى رحال القوم ، فلما نظر بحيرى فى القوم لم ير الصفة التى يعرف


( 1 ) هذه قصة بحيرى ، وقد ذكرها ابن إسحاق فى السيرة ( 1 / 160 - 162 ) . ( 2 ) صب به : الصبابة الشوق ، وقيل : رقته وحرارته ، وقيل : رقة الهواء ، وصب الرجل إذا عشق يصب صبابا . انظر : اللسان ( مادة صبب ) . ( 3 ) بصرى : موضع بالشام من أعمال دمشق وهى قصبة كورة حوران مشهورة عند العرب . انظر : معجم البلدان ( 1 / 441 ) . ( 4 ) تهصرت : قال الجوهرى : هصرت الفض بالكسر إذا أخذت برأسه فأملته إليك ، وتهصرت أغصان الشجر أى تهدلت عليه . انظر : اللسان ( مادة هصر ) .

123

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست