نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 109
أسمع إذا سمعت يهوديا يصرخ على أطمة بيثرب : يا معشر يهود . حتى إذا اجتمعوا قالوا : ويلك ! مالك ! قال : طلع الليلة نجم أحمد الذى ولد به « 1 » . وذكر ابن السكن من حديث عثمان بن أبى العاص عن أمه فاطمة بنت عبد الله ، أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ليلا . قالت : فما شىء أنظر إليه من البيت إلا نور ، وإنى لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إنى لأقول لتقعن على . وذكر ابن مخلد فى تفسيره أن إبليس رن أربع رنات ، رنة حين لعن ، ورنة حين أهبط ، ورنة حين ولد رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، ورنة حين أنزلت فاتحة الكتاب ! قال ابن إسحاق « 2 » : فلما وضعته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب أنه قد ولد لك غلام ، فائته فانظر إليه . فأتاه ونظر إليه ، وحدثته بما رأت حين حملت به ، وما قيل لها فيه ، وما أمرت أن تسميه . فيزعمون أن عبد المطلب أخذه فدخل به الكعبة فقام يدعو الله ويشكر له ما أعطاه ، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها . ويروى أن عبد المطلب إنما سماه محمدا لرؤيا رآها . زعموا أنه أرى فى منامه كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف فى السماء وطرف فى الأرض وطرف فى المشرق وطرف فى المغرب ، ثم عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور ، وإذا أهل المشرق والمغرب يتعلقون بها . فقصها فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السماء والأرض . فلذلك سماه محمدا ، مع ما حدثته أمه . ولا يعرف فى العرب أحد تسمى بهذا الاسم قبله ، سوى نفر سموا به من أجله منهم محمد بن سفيان بن مجاشع التميمى ، ومحمد بن أحيحة بن الجلاح ، وآخر من ربيعة . وكان آباؤهم قد وفدوا على بعض الملوك ممن كان عنده علم بالكتاب الأول ، فأخبرهم بمبعث النبى صلى اللّه عليه وسلم وتقارب زمانه ، وباسمه ، وكان كل واحد منهم قد خلف امرأته حاملا ، فنذر كل واحد منهم إن ولد له ذكر أن يسميه محمدا . ففعلوا ذلك رجاء أن يكونه . والله أعلم حيث يجعل رسالاته . وقد وقع فى مواضع أخر أن هؤلاء النفر كانوا أربعة ، ولم يذكر فيهم محمد بن أحيحة ، وحديثهم مخالف لما ذكرناه خلافا يسيرا .
( 1 ) ذكره البيهقى فى دلائل النبوة ( 1 / 91 ) . ( 2 ) انظر : السيرة ( 1 / 143 ) .
109
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 109