عثمان في عقيب خروجه إلى عامله بمصر يأمره بقتل محمد بن أبي بكر إذا صار إليه ودفع الكتاب إلى عبد من عبيده فركب العبد راحلة لعثمان وسار نحو مصر بالكتاب مسرعا ليدخل مصر قبل دخول محمد بن أبي بكر إليها فعبر العبد على منهل بحيث لا ينظر إليه أحد من القوم الذين كانوا مع محمد ابن أبي بكر فلما نظروه أخبروا محمدا بذلك فبعث خلفه خيلا فأخذوه وأتوا به إلى محمد فلما رآه فتشه فوجد الكتاب معه فرآه وانصرف راجعا مع القوم والعبد والراحلة معهم فنادوا في المدينة باجتماع الناس فاجتمعوا فأوقفهم على الكتاب والعبد والراحلة فساروا إلى عثمان في ذلك وناظروه فقال عثمان أما العبد فعبدي والراحلة راحلتي وختم الكتاب ختمي وليس الكتاب كتابي ولا أمرت به ، وكان الكتاب بخط مروان فقيل له إن كنت صادقا فادفع إلينا مروان فهذا خطه وهو كاتبك فامتنع عليهم فحاصروه وكان في ذلك سبب قتله [1] فهذه جمل من بدع القوم مما تقر به أولياؤهم وتركنا ذكر ما لا يقرون به وهي أضعاف ما شرحناه [2] وفيما ذكرناه منها كفاية ومقنع ونهاية
[1] قال السيد المرتضى رحمه الله في الشافي ( ص 270 ) عند رده لقاضي القضاة ما لفظه : إن جميع من روى هذه القصة ذكر أنه اعترف بالخاتم والغلام والراحلة وإنما أنكر أن يكون أمر بالكتاب لأنه روى أن القوم لما ظفروا بالكتاب قدموا المدينة فجمعوا أمير المؤمنين عليه السلام وطلحة والزبير وسعدا وجماعة من الأصحاب ثم فتحوا الكتاب بمحضر منهم وأخبروهم بقصة الغلام فدخلوا على عثمان والكتاب مع أمير المؤمنين عليه السلام فقال له هذا الغلام غلامك قال نعم قال والبعير بعيرك قال نعم قال أفأنت كتبت - [2] ومن الأحداث والبدع التي نقموا بها عليه وأقر بها أولياؤه أنه أولى أمور المسلمين من لا يصلح لذلك ولا يؤتمن عليه ومن ظهر منه الفسق والفساد ومن لا علم عنده مراعاة منه لحرمة القرابة وعدولا عن مراعاة حرمة الدين