نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 56
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد منصرفه من حجة الوداع : أيّها النّاس إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل عَليّ من عند ربّي جلّ جلاله فقال : يا محمّد إنّ الله تعالى يقول : إنّي اشْتَقتُ إلى لقائك فأوصِ بخير وتقدّم في أمرك . أيُّها النّاس إنّي قد اقترب أجلي ، وكأنّي بكم وقد فارقتموني وفارَقتُكُم ، فإذا فارَقتُموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم . أيّها النّاس إنّه لم يكُن لله نبيّ قبلي خُلِّدَ في الدنيا فأُخَلَّد ، فإنّ الله تعالى قال : ( وما جعلنا لبشر منْ قبلكَ الخُلدَ أفإن متّ فهُمُ الخالدون * كلُّ نفس ذائقةُ الموت ) [1] . ألا وإنّ رَبّي أمَرني بوَصِيَّتكم . ألا وإنّ رَبّي أمَرني أنْ أدُلَّكُم على سفينة نجاتكم وباب حطّتكم ، فمن أراد منكم النجاة بَعدي والسلامة من الفتن المُردية ، فليَتَمَسّك بولاية علىّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فإنّه الصِّدِّيق الأكبَر ، والفاروق الأعظم ، وهو إمام كلّ مسلم بعدي ، مَن أحبَّهُ واقتدى به في الدنيا وَرَدَ عَلَيّ حَوضي ، ومَن خالَفَهُ لَم أرَهُ ولَم يَرَني واختلجَ دوني فأخذ به ذات الشمال إلى النار . ثم قال : أيّها النّاس إنّي قد نصحتُ لكم ولكن لا تُحبّون الناصحين ، أقول قولي هذا ، وأستغفرُ الله العظيم لي ولَكُم . ثمّ أخذَ رأس عليّ وقَبّلَ ما بين عينيه وقال له : يا عليّ فضلك أكثر من أن يُحصى ، فوالذي فَلَقَ الحبة وبَرَأ النّسمة لو اجتمع الخلائق على محبتك وعرف