ولا شك أن الجميع يجب أن يسعى لأن يصيب الحق ويصل إليه . ولكن لا يمكن أن نرمي هذه الأمة الكبيرة التي تعد بالمليارات أنهم جميعاً قد انقادوا وينقادون إلى عصبياتهم ، ويتركون الحق الصراح . . نعم يمكن أن يضلوا عن الحق بسبب شبهة تعرض لهم ، والشبهة سميت شبهة لأنها تشبه الحق . . إن من يرمي الناس بالتعصب المذهبي إنما يقول لهم : إنهم لا ينطلقون في مواقفهم من دين والتزام ، بل من عصبياتهم الجاهلية . . فهو يتهم الجميع بأنهم يرون الحق ويصدون عنه لأجل عصبياتهم ، هل هذا إلا التكفير ولكن بصورة مبطنة ؟ ! وقد يحلو له أن يعتبره تكفيراً تجديدياً وحضارياً ؟ ! . 3 - ما معنى الاعتدال الذي يتحدث عنه هذا الرجل هل يريد به الأخذ من هؤلاء ومن هؤلاء والوقوف في منتصف الطريق . . وكيف يستطيع أن يحدد لنا ما يأخذه الإنسان المعتدل من كل فريق ، ويميزه عما لا يأخذه . . ثم هل الاعتدال عنده هو الوقوف في حد وسط بين التسنن والتشيع ؟ أم هو وسطية بين الوهابية وبين غيرها من المذاهب ؟ ! . . ولماذا لا تكون الوسطية هي بين الحنابلة ، والأحباش ؟ أو بين الشوافع والأحناف . أو المالكية ، أو بين الزيدية والإسماعيلية . . وما إلى ذلك . ويبقى السؤال ما هي معايير الاعتدال الذي يدعو إليه من يرفع هذا