ينكرون المهدي إنكاراً شديداً [1] . ولكن ذلك غير دقيق . فإن محمد بن عبد الله بن الحسن المدعي للمهدية ، وقد قبل ذلك منه على أوسع نطاق ، كان زعيم الزيدية في زمانه ، ومقدمهم . ولو أغمضنا النظر عن ذلك باعتبار : أن مذهب الزيدية لم يكن قد ظهر ولا تحددت معالمه ، وأن زيدية بني الحسن إنما هي سياسية أكثر منها فكرية وعقائدية ، فإننا نقول : إن المذهب الكلامي الشائع في الزيدية هو مذهب الجارودية - قال نشوان الحميري : « ليس باليمن من فرق الزيدية غير الجارودية ، وهم بصنعاء وصعدة ، وما يليهما » [2] . والجارودية يعتقدون بالمهدية - كما يظهر من كتب الفرق - ومنهم من ينتظر محمد بن عبد الله بن الحسن ، ومنهم من ينتظر محمد بن القاسم ، ومنهم من ينتظر يحيى بن عمر [3] .
[1] ضحى الإسلام ج 3 ص 243 . [2] الحور العين ص 156 . [3] راجع : الفصل لابن حزم ج 4 ص 179 والفرق بين الفرق للبغدادي ص 31 و 32 وراجع : الملل والنحل ج 1 ص 159 والحور العين ص 156 و 157 .