responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 8


أمره - لا مناص من الجزم به ، وقع به رواة وقنوات النقل بين حلقات الزمن الغابر من جهة ، وبين الصفحات التي تسطرها أيدي أولئك الكتاب الخاضعين للموثرين السابقين من جهة أخرى ، فكان ما نراه من مؤلفات وأسفار عجزت من أن تكون صادقة النقل ، وأمينة السرد ، ودقيقة الاستشراف .
نعم ، فان من يتأمل في حقيقة مناهج الرواد الأوائل ، والحقبة الزمنية التي عاصروها والمتمخضة عن المتبنيات الفكرية التي نادت بها السلطة الحاكمة ، والتي وافقت أو أقسرت أولئك الرواد على تتبع خطواتها ، وتجنب حدودها ، كل ذلك يظهر بجلاء صواب وحقيقة ما ذهبنا إليه من تركيز المنهج الخاطئ في صياغة الحلقات الأساسية التي ارتكز عليها البناء المعروف للتأريخ الاسلامي بروافده المتكاثرة المتفرعة عنه .
فإذا عرفنا بان المدينة المنورة كانت هي الموطن الأساس الذي اختص بالتأليف في المغازي قبل القرن الثاني للهجرة ، فان جيلا من المؤلفين والمصنفين المشخصين قد تصدوا لوضع الحجر الأساس في كتابة التأريخ الاسلامي بالكيفية التي أشرنا إليها ، منهم :
عروة بن الزبير المتوفى عام 93 ه‌ [1] .



[1] لا يخفى على أحد موقف عروة من أهل البيت عليهم السلام توافقا مع موقف أبيه وأخيه عبد الله ، حتى أنه نقل عنه مبادرته للخروج مع أصحاب الجمل لقتال علي عليه السلام ولكنه منع من ذلك لصغر سنه . بل وكان أيضا من أشد المؤيدين لخالته عائشة ، والمتحمسين لمواقفها من علي وأهل بيته عليهم السلام من جانب ، ومن المنحازين إلى جانب الأمويين في أمورهم وأفعالهم من جانب اخر ، حتى أنه قد نقل عنه موقفه المؤيد لعبد الملك بن مروان في حربه مع أخيه عبد الله ، كما يذكر ذلك المسعودي في مروجه ( 3 : 113 ) حيث يقول : وكان عروة بن الزبير على رأي عمه عبد الملك ين مروان ، وكانت كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج متصلة يأمره بتعاهد عروة ، وأن لا يسوءه في نفسه وماله ، فخرج عروة إلى الحجاج ، ورجع إلى أخيه فقال له : هذا خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، وعمرو بن عثمان بن عفان يعطيانك أمان عبد الملك على ما أحدثت أنت ومن معك ! ! . وللمرء أن يتصور انصياع هذا الرجل لعبد الملك وحكومته حتى في مخالفته لأخيه واتهامه بالاحداث ، مع ما يعرف عن عبد الملك من فساد وانحراف وحدة طبع وميل إلى الدماء ، كيف انه لا يكون منقادا للسياسة الأموية في تحريف التأريخ وكتم الكثير من حقائقه ، وبالذات منها ما كان متعلقا بأهل بيت العصمة عليهم السلام أصحاب الحق الذي انتزعه منهم الأمويون .

8

نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست