نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 70
( فصل ) وأما ما ظهر منه صلوات الله عليه وآله عقيب البعث وإظهار النبوة من الآيات والمعجزات فضربان : أحدهما : هذا القران الذي أنزله الله سبحانه عليه وأيده به . والاخر : غيره من المعجزات . فوجه الاستدلال من القران : أن كل عاقل سمع ، الأخبار وخالط أهلها قد علم ظهور نبينا عليه واله السلام وادعاءه الرسالة من الله إلينا ، وأنه تحدق العرب بهذا القرآن الذي ظهر على يده وادعى انه اختصه الله به ، وان العرب مع تطاول الأزمان لم يعارضوه ، إذا ثبت ما ذكرناه ، وعلمنا أنهم إنما لم يعارضوه لتعذر المعارضة عليهم فهذا التعذر معجز خارق للعادة . فأما الذي يدل على أنه عليه السلام تحدى بالقران فهو أن المراد بالتحدي أنه كان يدعي أن جبرئيل يهبط عليه بذلك ، وأن الله سبحانه قد أبانه به ، وهذا معلوم ضرورة وهو غاية التحدي في المعنى . وأيضا : فإن آيات القران صريحة في التحدي وهي قوله تعالى : ( فأتوا بعشر سور مثله ) [1] وفي موضع آخر : ( فأتوا بسورة من مثله ) ( 3 ) . وأما الذي يدل على انتفاء المعارضة منهم فهو أنه لو وقعت المعارضة لوجب ظهورها ونقلها ، فإذا لم تنقل وجب القطع على انتفائها ، وإنما قلنا ذلك لأن جميع ما يقتضي نقل القران من قوة الدواعي وشدة الحاجة وقرب العهد ثابت في المعارضة ، بل المعارضة تزيد عليه ، لأنها كانت تكون