نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 450
ابن عمه وقال : إنك مقتول فقال : سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما وآسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مثبورا وودع مجارما ) فلما سمع ذلك الحر تنحى عنه . قال عقبة بن سمعان : فسرنا معه ساعة فخفق عليه السلام هو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين ) ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا ، فأقبل إليه علي بن الحسين عليهما السلام على فرس فقال : يا أبه فيم حمدت الله واسترجعت ؟ قال : ( يا بني ، إني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسري . إليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا ) . فقال له : يا أبه لا أراك الله سوءا ، ألسنا على الحق ؟ قال : ( بلى والذي إليه مرجع العباد ) . قال : فإننا إذن لا نبالي أن نموت محقين . فقال له الحسين عليه السلام : ( جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده ) . فلما أصبح نزل فصلى الغداة ، ثم عجل الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيرده وأصحابه ، فجعل إذا ردهم نحو الكوفة امتنعوا عليه ، فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتى انتهوا إلى نينوى المكان الذي نزل به الحسين عليه السلام ، فإذا راكب على نجيب له ، فلما انتهى إليهم سلم على الحر ولم يسلم على الحسين عليه السلام وأصحابه ، ودفع إلى الحر كتابا من عبيد الله بن زياد ، فإذا فيه : أما بعد : فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ولا تنزله إلا بالعراء في غير خضر وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام .
450
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 450