نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 129
قريش ، ولدتهم نساء بني هاشم منهم : مطعم بن عدي بن عامر بن لؤي - وكان شيخا كبيرا كثير المال له أولاد - وأبو البختري ابن هاشم ، وزهير بن أمية المخزومي في رجال من أشرافهم : نحن براء مما في هذه الصحيفة ، وقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل [1] . وخرج النبي من الشعب ورهطه وخالطوا الناس ، ومات أبو طالب بعد ذلك بشهرين وماتت خديجة بعد ذلك . وورد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمران عظيمان وجزع جزعا شديدا . ودخل عليه وآله السلام على أ بي طالب وهو يجود بنفسه ، فقال : ( يا عم ربيت صغيرا ، ونصرت كبيرا ، وكفلت يتيما ، فجزاك الله عني خيرا ، أعطني كلمة اشفع بها لك عند ربي ) . فقال : يا بن أخ لولا أني أكره أن يعيروا بعدي لأقررت عينك . ثم مات [2] .
[1] انظر : الكافي 8 : 2 26 / 376 ، وتفسير القمي 2 : 13 ، وأمالي الصدوق : 363 / 1 ، وقصص الأنبياء للراوندي : 325 - 327 / 406 - 410 ، والطبقات الكبرى 1 : 208 ، وتاريخ اليعقوبي 2 : 31 ، ودلائل النبوة للبيهقي 2 : 311 ، والوفا بأحوال المصطفى 1 : 197 ، والكامل في التاريخ 2 : 89 ، ديوان شيخ الأباطح : 37 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19 : 1 - 4 / 1 و 2 . [2] تعد قضية إيمان أبي طالب ، ووفاته على الايمان من المسلمات الثابتة لدى عموم الشيعة ، وإيمانهم القطعي بأن هذه الفرية العظيمة كانت ولا زالت تستهدف شخص الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، لأنها وبلا شك دسيسة أموية خبيثة تنضاف إلى جملة دسائسهم الكثير للنيل من الصرح الشامخ لوصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي سفه أحلامهم ، وأطاح بكياناتهم الفاسدة ، وجندل بسيفه ساداتهم وعظماءهم ، وارغم أنوفهم في طاعة الله تعالى ورسوله ، فلما عجزوا عن التصدي له في ميدان الحرب والمنازل انكفؤا يكيدونه بكل فرية وكذبة وبهتان قد تجد لها في آذان السذج والبسطاء موطئا ومحلا ، وتلقف أعوانهم وأزلامهم ، المعتاشون على فتات موائدهم ، ما اخترعته مخيلة الأمويين ، فطلبوا له وزمروا ، دون أي وقفة للتأمل في مدى مصداقية هذه المزاعم ودرجة صحتها ، بل وعظم الوزر الذي يقع عليها ، ولكنه حب الدنيا والمسارعة في الجريان خلف سرابها ، وتلك ليست بممتنعة على أحد إذا اعرض عن الآخرة وولاها ظهره . بيد أن تلك الأمور ، ومنها هذا الأمر المتعلق بإيمان أبي طالب قد مضى عليه الدهر ، وتبين للكثيرين بعد البحث والتمحيص ، وتصدي العديد من علماء الطائفة - جزاهم الله عن الاسلام وأهله خيرا - لاثبات كذب ما افتري على هذا الرجل العظيم ، وكيف انقاد الكثيرون - وكلامي يختص بالمغررين منهم - دون وعي منهم في هذا التيار المنحرف ، فتحملوا وزرا كبيرا في ذلك . نعم ، لقد انبرى العديد - من علماء الطائفة ومفكريها إلى مناقشة تلك الروايات والأخبار المتعرضة لهذا الأمر ، والمشيرة إلى وفاة هذا الرجل الذي ربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ونصره ، وتعرض معه للأذى ، وشاركه في جميع همومه ومشاكله ، والذي ما أن توفي حتى أمر الله تعالى رسوله الكريم بترك مكة ، لأنه لن يجد بعد ذلك ناصرا له ، ومحاميا عنه ، نعم لقد انبرى هؤلاء الأعلام إلى مناقشة هذه الروايات ، والتعرض لأسانيدها ، واحدا واحدا ، فظهر من ذلك العجب ، لأن جميع أولئك الراوين لهذه الأخبار - والتي تختصر أوضحها في تفسير قوله تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) - من المبغضين لعلي عليه السلام ، بل واثبات نزول هذه الآية المباركة في موارد أخرى لا تختص بما أشيع عنها من أنها مختصة بأبي طالب دون غيره . كما أن هؤلاء الأعلام رحمهم الله تعالى قد بينوا بجلاء جملة من المواقف الواضحة والثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتناقضة تماما مع تفسير هذه الآية ، ونسبة هذا الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي طالب ، وكذا ما روي من حديث الضحضاح وغيرهما . ولما كان هذا الموضع لا يستوعب هذه المناقشات الطويلة والمسهبة ، فإنا نعرض عن الاستطراد في ذلك محيلين القارئ الكريم إلى جملة ما الف حول هذا الموضوع قديما وحديثا ، ومنها : 1 - شيخ الأبطح أو أبو طالب : للسيد محمد علي آل شرف الدين الموسوي . 2 - مواهب الواهب في فضائل أبي طالب : للشيخ جعفر النقدي . 3 - الشهاب الثاقب لرجم مكفر أبي طالب : للشيخ ميرزا محمد الطهراني 4 - ضياء العالمين في فضائل الأئمة المصطفين : للشيخ أبي الحسن ميرزا محمد الطهراني 5 - إيمان أبي طالب : للسيد أحمد بن موسى بن طاووس الحلي . 6 - إيمان أبي طالب : للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي . 7 - إيمان أبي طالب ، المعروف بكتاب الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب : للسيد أبي علي فخار بن معد الموسوي . 8 - أبو طالب مؤمن قريش : للشيخ عبد الله الخنيزي .
129
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 129