responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 95


وقال صلى الله عليه وآله وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ وأبلغ من هذا كله وأفصح قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ وإن كان مندوبا إليه فإنه في جنب الذكر خسارة لأن الربح القليل في جنب الكثير خسارة وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليكن أحدكم رطبا من ذكر ربه فلا تكن من الغافلين قال الله تعالى وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً . وقال تعالى فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ قد أمرنا بالذكر في كتابه الباب الثالث والعشرون في البكاء من خشية الله تعالى عن أبي عبد الله عليه السلام قال أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام يا عيسى هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع وأكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطالون وقم على قبور الأموات فنادهم برفيع صوتك لعلك تأخذ موعظتك منهم وقل إني لاحق في اللاحقين وقال عليه السلام البكاؤن خمسة آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة وعلي بن الحسين عليه السلام فأما آدم إنه بكى على الجنة حتى صار على خديه أمثال الأودية وبكى يعقوب على يوسف حتى ذهب بصره وبكى يوسف على يعقوب حتى تأذى منه أهل السجن فقالوا إما تبكي بالليل وتسكت بالنهار أو تسكت بالليل وتبكي بالنهار وبكت فاطمة عليها السلام على فراق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تأذى أهل المدينة فكانت تخرج إلى البقيع فتبكي فيه وبكى علي بن الحسين عليه السلام عشرون سنة وما رأوه على أكل ولا على شرب إلا وهو يبكي فلاموه في ذلك فقال إني لم أذكر مصارع أبي وأهل بيتي إلا وخنقتني العبرة وقال أمير المؤمنين عليه السلام إن عباد الله كسرت قلوبهم من خشية الله فأمسكتهم عن النطق وأنهم لفصحاء ألباء نبلاء يسبقون إليه بالأعمال الصالحة الزاكية لا يستكثرون له الكثير ولا يرضون بالقليل يرون في أنفسهم أنهم أشرار

95

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست