ملكتك يدا استغنت بعد فقر وأصاب الله بمعروفك مواضعه ولا جعل الله لك إلى اللئيم حاجة ولا أخلا الله من كريم نعمة إلا وجعلك السبب في ردها إليه فقال سعد اكتبوه في ديوان الحكمة فلما خرجت من عنده سألها نساؤها فقلن ما فعل معك الأمير فقالت حاط لله ذمتي وأكرم وجهي إنما يكرم الكريم الكريما ولقد أحسن من قال شعرا وما الدهر والأيام إلا كما ترى * رزية مال أو فراق حبيب وإن امرأ قد جرب الدهر لم يخف * تقلب يوميه لغير أريب وقال آخر هو الموت لا ينجى من الموت والذي * أحاذر بعد الموت أدهى وأفظع وقال آخر إذ الرجال كثرت أولادها * وجعلت أوصابها تعتادها واضطربت من كبر أعضادها * فهي زروع قد دنا حصادها وقال بعضهم اجتزت بدار جبار كان معجبا بنفسه وملكه فسمعت هاتفا ينشد ويقول وما سالم عما قليل بسالم * وإن كثرت أحراسه ومواكبه ومن يك ذا باب شديد وحاجب * فعما قليل يهجر الباب حاجبه ويصبح في لحد من الأرض ضيق * يفارقه أجناده ومواكبه وما كان إلا الموت حتى تفرقت * إلى غيره أحراسه وكتائبه وأصبح مسرورا به كل كاشح * وأسلمه أحبابه وحبائبه بنفسك فاكسبها السعادة جاهدا * فكل امرئ رهن بما هو كاسبه وكان بعضهم إذا نظر في المرآة إلى جماله أنشد شعرا : يا حسان الوجوه سوف تموتون * وتبلى الوجوه تحت التراب يا ذوي الأوجه الحسان المصونات * وأجسامها الغضاض الرطاب أكثروا من نعيمها وأقلوا * سوف تهدونها لعقر التراب قد نعتك الأيام نعيا صحيحا * بفراق الأقران والأصحاب