والشدة وما أحاسب به الأغنياء والفقراء والجهال والعلماء وأنور له في قبره وأنزل عليه منكرا يسأله ولا يرى غم الموت وظلمة القبر واللحد وهول المطلع حتى أنصب له ميزانه وأنشر له ديوانه ثم أضع كتابه في يمينه فيقرأ منشورا ثم لا أجعل بيني وبينه ترجمانا فهذه صفات المحبين يا أحمد اجعل همك هما واحدا فاجعل لسانك واحدا واجعل بدنك حيا لا تغفل أبدا من غفل عني لا أبالي بأي واد هلك يا أحمد استعمل عقلك قبل أن يذهب فمن استعمل عقله لا يخطئ ولا يطغى يا أحمد أنت لا تغفل أبدا من غفل عني لا أبالي بأي واد هلك يا أحمد هل تدري لأي شيء فضلتك على سائر الأنبياء قال اللهم لا قال باليقين وحسن الخلق وسخاوة النفس ورحمة بالخلق وكذلك أوتاد الأرض لم يكونوا أوتادا إلا بهذا يا أحمد إن العبد إذا جاع بطنه وحفظ لسانه علمته الحكمة وإن كان كافرا تكون حكمته حجة عليه ووبالا وإن كان مؤمنا تكون حكمته له نورا وبرهانا وشفاء ورحمة فيعلم ما لم يكن يعلم ويبصر ما لم يكن يبصر فأول ما أبصره عيوب نفسه حتى يشغل بها عن عيوب غيره وأبصره دقائق العلم حتى لا يدخل عليه الشيطان يا أحمد ليس شيء من العبادة أحب إلي من الصمت والصوم فمن صام ولم يحفظ لسانه كان كمن قام ولم يقرأ في صلاته فأعطيه أجر القيام ولم أعطه أجر العابدين يا أحمد هل تدري متى يكون لي العبد عابدا قال لا يا رب قال إذا اجتمع فيه سبع خصال ورع يحجزه عن المحارم وصمت يكفه عما لا يعنيه وخوف يزداد كل يوم من بكائه وحياء يستحي مني في الخلاء وأكل ما لا بد منه ويبغض الدنيا لبغضي لها ويحب الأخيار لحبي إياهم يا أحمد ليس كل من قال أحب الله أحبني حتى يأخذ قوتا ويلبس دونا وينام سجودا ويطيل قياما ويلزم صمتا ويتوكل علي ويبكي كثيرا ويقل ضحكا ويخالف هواه ويتخذ المسجد بيتا والعلم صاحبا والزهد جليسا والعلماء أحباء