responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 104


كل قائل فليتق الله امرؤ وليعلم ما يقول قال إذا رأيتم المؤمن صموتا وقورا فأدنوا منه فإنه يلقي الحكمة وقال عيسى ابن مريم عليه السلام العبادة عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت وجزء واحد في الفرار من الناس وفي حكمة آل داود على القائل أن يكون عارفا بزمامه حافظا للسانه مقبلا على شأنه مستوحشا من أوثق إخوانه ومن أكثر ذكر الموت رضي باليسير وهان عليه من الأمور الكثيرة ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا من خير واعلم أن أحسن الأحوال أن تحفظ لسانك من الغيبة والنميمة ولغو القول وتشغل لسانك بذكر الله تعالى أو في تعلم علم فإنه من ذكر الله فإن العمر متجر عظيم كل نفس منه جوهرة فإذا ترك الذكر وشغل لسانه باللغو كان كمن رأى درة فأراد أن يأخذها فأخذ عوضها مدرة لأن الإنسان إذا عاين ملك الموت لقبض روحه فلو طلب منه التأخير على أن يتركه ساعة أو نفسا واحدا يقول لا إله إلا الله بملك الدنيا لم يقبل منه كم ضيع الإنسان من ساعة في لا شيء بل ساعات وأيام فهذا هو الغبن العظيم وإن المؤمن هو الذي يكون نطقه ذكرا وصمته فكرا ونظره اعتبارا وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر ألا أعلمك عملا ثقيلا في الميزان خفيفا على اللسان قال بلى يا رسول الله قال الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك وروي أن لقمان رأى داود يعمل الزرد فأراد أن يسأله ثم سكت فلما لبسها داود عليه السلام عرف لقمان حالها بغير سؤال وقال من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثر لغوه ومن كثر لغوه كثر كذبه ومن كثر كذبه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه فالنار أولى به وقد حجب الله اللسان بأربع مصاريع لكثرة ضرره الشفتان مصرعان والأسنان مصرعان وقال بعض العلماء إنما خلق للإنسان لسان واحد وأذنان وعينان ليسمع ويبصر أكثر مما يقول وروي أن الصمت مرآة الحكمة

104

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست