الجواب :
إنه كما يلتزم الشيعة الأبرار بإحياء ذكرى عاشوراء ، فإنهم يلتزمون بإحياء ذكرى استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله أيضاً ، ولكن الفرق إنما هو في مستوى الانفعال في المناسبتين . . ولا يمكن لأحد أن ينكر : أن ما جرى للإمام الحسين عليه السلام كان أشد إثارة للعاطفة ، وأقوى تأثيراً على المشاعر من أية حادثة أخرى ، حتى حادثة استشهاد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله . .
يضاف إلى ذلك : أن رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه قد شارك في مجالس العزاء للإمام الحسين عليه السلام ، وبكى وأعلن بالحزن عليه صلوات الله وسلامه عليه ، حينما كان لا يزال وليداً وطفلاً . .
ولنفترض : أن المطلوب في مناسبة استشهاد النبي صلى الله عليه وآله ، هو درجات أعلى من الحزن ، وقد قصر الشيعة في هذا الاتجاه ، فإن الواجب هو أن يطلب منهم رفع مستوى تلك المراسم ، بحيث تتناسب مع ما ينبغي أن تكون عليه . . لا أن يطلب من الناس ترك عزاء الإمام الحسين عليه السلام ، من أجل تقصيرهم في واجب آخر . .
وهل هذا إلا نظير أن نطلب من تارك الصوم أن يترك الصلاة أيضاً ، بدلاً من أن نطلب منه أن يؤدي واجب الصلاة والصيام

52