وإنسانياً بأهل البيت عليهم السلام ، وتفاعله مع قضاياهم ، وتسليمه لهم بكل وجوده ، وبكل مشاعره وأحاسيسه ، فيحزن لحزنهم ، ويفرح لفرحهم . . وهل أعظم من واقعة كربلاء مناسبة يعبر فيها الإنسان عن هذا الارتباط ، وتلك العلاقة بهم عليهم السلام ؟ وقد يكون التعبير عن هذا الحزن والجزع بأشكال وطرق مختلفة ، يظهر من خلالها ذلك الشعور الإنساني ، الفطري ، المرتكز إلى قداسة الأهداف ، وإلى مقام من ضحى من أجله ، ومعرفة منازل كرامته ، وقداسة شخصيته ، وحساسية موقعه من هذا الدين . الشريعة هي التي أفسحت المجال : وقد جاءت الأوامر الشرعية لتعطي الإنسان فسحة ومجالاً واسعاً ، من خلال تسجيل الأمر بإقامة العزاء على عناوين عامة ، مثل : « أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا » . حيث تركت لكل إنسان ، الحرية في اختيار الأسلوب والطريقة التي تناسبه ، بشرط أن يكون ذلك وفق أحكام الشرع ، وحيث لا يصاحب ذلك أية مخالفة أو إساءة ، فإنه لا يطاع الله من حيث يعصى . . فالإنسان هو الذي يختار ، كل حسب حاله ، وظرفه ، وخصوصيته .