التشريعات التي يعلن العلمانيون رفضها ، ويجاهرون بنقدها ، ويهتمون بتسفيهها ، ويتابعهم على ذلك كثير من الناس البسطاء ، الذين لا حظ لهم من العلم ، ويأخذون الأمور ، بسلامة نية ، وحسن طوية . . مراعاة حال الضعفاء إلى أي مدى : ثم قلنا : ربما يكون في ذلك بعض الحرج النفسي لدى بعض الناس ، ممن يفاجئون بمشاهد صعبة وغريبة عما عرفوه ، وألفوه . . فلا بد من مراعاة حال هؤلاء والرفق بهم ، وتيسير الإيمان لهم . . . . ولا يكفي مجرد الشعور بالخوف والرهبة لدى من يشاهد جرح الرؤوس ، لإصدار الحكم بالتحريم . . إذ لو كان ذلك كافياً للزم أن نمنع من ذبح البقر والغنم أيضاً ، لأن كثيراً من الناس يتألمون من مشاهدتها وهي تذبح . . كما أن علينا أن لا نقتل القاتل . وأن لا نجلد الزاني ، أو أن نرجمه ، وأن لا نرضى بقوله تعالى : * ( وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) * [1] . فإن هناك الكثير من الناس يخافون ، ويرهبون حالات كهذه ، كما أن كثيرين منهم لا يرضون بالالتزام ، ولا بإلزامهم بمثل هذه الأمور . . فلا بد وأن نطلب من هؤلاء أن يبتعدوا عن الطريق ، وإفساح المجال للأقوياء ليمارسوا دورهم . . تماماً كما يتم إبعاد العجزة