وأقر له الفاروق بالشرح ، لما بدت لعينه أعلام الفتح ، ولم يزل الصديق مفتوحاً له قبل ذلك من حين ملك المفتاح ، ورسم ديوان الممالك ، وإنما كان ينتظر رحلة السيد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إلى حضرة المحبوب ، الرفيق الأعلى ، المالك . . فحلاه بزينته ، لما شاركه في نوره وطينته ، ثم سلك في الهين واللين على مدرجته ، لما دعى له أن يكون معه وفي درجته ، ثم أبان له برهان الموافقة بما ذكره عن نفسه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وعنه إلى المقام من المسابقة . . فسبق النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم الصديق ، ولذلك قيل له هناك . . قف إن ربك يصلي بصوت عتيق . فاستأنس وحن ، من جهة إحساس البدن . وقد اتضحت أسرار ، ولمعت في علية هذا الوجه بوارق الأنوار » [1] . ونقول : إننا نلاحظ : أنه لم يكتف بتمدّح وبتزيين ما صدر من أبي بكر بحق رسول الله صلى الله عليه وآله ، فور استشهاده ، من كلام قد جاء في منتهى القسوة والجفاء . . كما سنشير إليه في فصل قبائح أم مدائح ، بل هو أضاف إليه : 1 - إن الله خلق النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأبا بكر من طينة واحدة وقد صرح بهذا الأمر في غير هذا المورد أيضاً . مع أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) إنما قال ذلك لعلي عليه السلام [2] . 2 - والأعجب من ذلك ، أنه زعم : أن الله يصلي ، وأنه يصلي بصوت عتيق ! ! ولعل كلام ابن عربي هذا ، يهدف إلى الإتيان بالنظير أو البديل للحديث الذي يقول : إن الله سبحانه قد كلم النبي صلى الله عليه وآله حين المعراج
[1] مجموع رسائل ابن عربي ( المجموعة الأولى ) ص 150 و 151 . [2] .