ولماذا لم يعرف ما جرى على السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ، من ظلم واضطهاد ؟ ! ولماذا ؟ ! ولماذا ؟ ! . . وإذا كان قد كشف ذلك كله بالشهود والوجدان ، فلماذا أيضاً لم يكتشف إمامة وحقيقة أهل البيت عليهم السلام الثابتة بالأحاديث الصحيحة والمتواترة ؟ ! . . ولماذا عمم المراد بأهل البيت ليشمل جعفراً وسلمان الفارسي ، وغيرهما ، ولم يكتشف أنهم هم أهل الكساء ؟ ! ويلحق بهم يأتي الأئمة الطاهرين . بل إن ذلك لا يحتاج لا إلى شهود ولا إلى وجدان ، ولا يحتاج فيه إلى كتب الشيعة ، فإن كتب السنة التي قرأها ، أو قرئت عليه ، خير شاهد ودليل على ذلك . وأخيراً . . لماذا لم يكتشف بكشفه ووجدانه حقيقة الشيعة ، وأنهم ليسوا كلاباً ولا خنازير ، بل هم خيرة أهل الإيمان ، وهم عز الإسلام . وقد ذكرنا في فقرة : مدائحه لنفسه . ما يكفي لإقامة الحجة عليه ، لو كان صادقاً فيما يدعيه . . سابعاً : إن هذا المستدل يريد أن يدعي علينا : أن ما نطلبه من ابن عربي ، هو أن يتحدى أهل السنة في مقدساتهم ، وأن يعلن بسب خلفائهم ، وقد أورد مثال من ينادي في شوارع المدينة بالشهادة بالولاية لعلي عليه السلام ، للتدليل على ما يرمي إليه . . والحقيقة هي أنه يعلم أن هذا ليس هو المطلوب لنا ولا لغيرنا ، بل المطلوب - لو كان موقف ابن عربي يرتكز إلى التقية - هو أدنى حدّ من المداراة للآخرين التي تدفع شرَّهم عنه ، وأن لا يبادر بمناسبة وغير مناسبة إلى اقتراح الفضائل لمناوئيهم ، وإعلان أمور ليس لها أي أساس من الصحة ،