« الرافضي » بصورة « خنزير » : 2 - وقال وهو يتحدث عن الرجبيين أيضاً : « لقيت واحداً منهم بدنيسير . من ديار بكر ، ما رأيت منهم غيره ، وكنت بالأشواق إلى رؤيتهم ، ومنهم من يبقى عليه في سائر السنة أمر ما ، مما كان يكاشف به في حاله في ردب ، ومنهم من لا يبقى عليه شيء من ذلك . وكان هذا الذي رأيته ( في دنيسير ) قد أُبْقِي عليه كشف الروافض ، من أهل الشيعة ، سائر السَّنَة . فكان يراهم خنازير . فيأتي الرجل المستور ، الذي لا يُعرف منه هذا المذهب قط - وهو في نفسه مؤمن به ، يدين به ربه - فإذا مرَّ عليه يراه في صورة خنزير ، فيستدعيه ، ويقول له : « تب إلى الله ! فإنك شيعي رافضي » . فيبقى الآخر متعجباً من ذلك . فإن تاب ، وصدق في توبته ، رآه إنساناً ، وإن قال له بلسانه : « تبت ! » وهو يضمر مذهبه - لا يزال يراه خنزيراً . فيقول له : « كذبت في قولك : تبت » . وإذا صدق ، يقول له : « صدقت » . . فيعرف ذلك الرجل صدقه في كشفه . فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضي . . [1] . 3 - وقد جرى لهذا مثل هذا مع رجلين عاقلين ، من أهل العدالة من الشافعية ، ما عرف منهما قط التشيع ، ولم يكونا من بيت التشيع . غير أنهما أداهما إليه نظرهما . وكانا متمكنين من عقولهما ، فلم يظهرا ذلك ، وأصرا عليه بينهما وبين الله ، فكانا يعتقدان السوء في أبي بكر وعمر ، ويتغالون في علي . فلما مرا به ، ودخلا عليه ، أمر بإخراجهما من عنده . فإن الله كشف له عن
[1] الفتوحات المكية ج 11 ص 287 تحقيق عثمان يحيى وإبراهيم مدكور .