الإمام من غير أهل البيت ( عليهم السلام ) : وحين يتكلم عن الإمامة والإمام ، يقرر أمرين : 11 - أحدهما : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم ينص على الخليفة من بعده [1] . ولا تنفع احتمالات إرادته الإمامة الصوفية ، بعد تضافر القرائن في مختلف كتبه على تسننه ، وعلى شدته في ذلك ، وعلى سعيه لإسقاط مقام أهل البيت عليهم السلام ، ونقض فضائلهم . . والثاني : إنه يصرح بأن المطلوب في الإمام والحاكم هو اختيار من له أوصاف خاصة ، وان الاختلاف يقع في تحديد الشخص ، لا في أوصافه . 12 - فهو يقول : « . . ولذلك يقع الاختلاف في الإمام المعين ، لا في الوصف المتبين ، فقلَّ خليفة تجمع القلوب عليه ، ولا سيما إن اختل ما بين يديه ، فقد صحت المبايعة للخليفة ، وفاز بالرتبة الشريفة » . وقال : « ولما كان الحق تعالى الإمام الأعلى ، والمتبع الأول ، قال : * ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) * [2] . . ولا ينال هذا المقام الأجْسَم ، بعد النبي المصطفى الأعظم ، إلا ختم الأولياء الأطول الأكرم ، وإن لم يكن من بيت النبي ، فقد شاركه في النسب العلوي . فهو راجع إلى بيته الأعلى ، لا إلى بيته الأدنى . . » [3] . وقوله : « وإن لم يكن من بيت النبي » ، يشير إلى أن الإمام لا يجب أن يكون منتسباً إلى النبي صلى الله عليه وآله ، ومن أهل بيته عليهم السلام
[1] راجع : فصوص الحكم ص 163 . [2] الآية 10 من سورة الفتح . [3] مجموعة رسائل ابن عربي ( المجموعة الثالثة ) ص 49 .