ولم يكن مثل هذا لأمة نبي ، ما لم يكن نبي بوحي منزل . فجعل الله وحي علماء هذه الأمة في اجتهادهم ، كما قال لنبيه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : * ( لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ) * [1] . . فالمجتهد ما حكم إلا بما أراه الله في اجتهاده . . فهذه نفحات من نفحات التشريع ، ما هو عين التشريع . . فلآل محمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، وهم المؤمنون من أمته مرتبة النبوة عند الله ، تظهر في الآخرة ، وما لها حكم في الدنيا إلا هذا القدر من الاجتهاد المشروع لهم ، فلم يجتهدوا في الدين والأحكام إلا بأمر مشروع من عند الله . . فإن اتفق أن يكون أحد من أهل البيت بهذه المثابة ، من العلم والاجتهاد ، ولهم هذه المرتبة - كالحسن ، والحسين ، وجعفر ، وغيرهم - فقد جمعوا بين الأهل والآل . . فلا تتخيل أن آل محمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، هم أهل بيته خاصة ، ليس هذا عند العرب ، وقد قال تعالى : * ( أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ ) * [2] يريد خاصته » . . [3] . عصمتهم . . لا تنافي إرتكابهم للكبائر : وحول عصمة أهل البيت عليهم السلام ، وتطهيرهم بالآية ، يقول : 4 - « فدخل الشرفاء ، أولاد فاطمة [ عليهم السلام ] كلهم ، ومن هو من
[1] الآية 105 من سورة النساء . [2] الآية 46 من سورة غافر . [3] الفتوحات المكية ج 8 ص 177 - 180 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى .