تقديم : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين ، من الأولين والآخرين ، إلى قيام يوم الدين . وبعد . . فإن الذي دعانا إلى تأليف هذا الكتاب هو أنه قد وردتنا أسئلة عديدة عن حقيقة ما يقال عن تشيُّع محيي الدين ابن عربي ، صاحب كتاب : » الفتوحات المكية » وكتاب « فصوص الحكم » وكتاب « الوصايا » وغير ذلك . وقد أجبنا عن بعض تلك الأسئلة بإيجاز واقتضاب ، يظهر رغبتنا في تجنب الدخول في التفاصيل ، التي قد تكون مملة ، أو غير ضرورية . . ثم هي تظهر إيثارنا صرف وقتنا وجهدنا فيما هو أهم ، ونفعه أعم . . غير أن إحساسنا بأن ثمة من تأثر بشائعة تشيُّع هذا الرجل ، وأن ثمة استسلاماً ولو بصورة جزئية ومحدودة أمام بعض أفكاره التي يقرؤونها في كتبه ، أو تلقى إليهم عنه ، مع كون تلك الأفكار لا تنسجم مع مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ومبانيه الحقة ، لا من قريب ولا من بعيد . . إن إحساسنا هذا قد ساهم في تبلور شعور بضرورة أن نقوم بوضع حد لهذه الشائعة ، وذلك بالرجوع إلى بعض أقاويل هذا الرجل ، ووضعها أمام هؤلاء الناس الطيبين ، ليروا بأم أعينهم حقيقة ما يعتقده هذا الرجل ، وما يتبناه