إلى أن قال : « فلم يعْلَق بقلبه كون ، ولم يحجبه ذلك كله عن تحققه في المشاهدة ، بل ذلك تمكين على تمكين » . . ثم ناشد نفسه ، فقال لها : « هل صاحبت هذا الحال استصحاب هذا الإمام ؟ ! » . إلى أن قال : « ومن مثل علي ، وهذا مقامه ؟ ! ، ومن يعادله وهذا كلامه ؟ ! ، لو لم ينبه لغفلتنا عن شرف منزلته إلا بسكوت الحصى في كفه ، لكان ذلك تنبيهاً لكل قلب نبيه ! ! » [1] . ونقول : إذا كانت الحصى قد سبحت في كف رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلماذا سكتت في كف علي عليه السلام ؟ ! فإن كان تسبيحها في يده ( صلى الله عليه وآله ) كرامة له ، فإن سكوتها في يد علي عليه السلام يشير إلى ضد ذلك ، وإن كان سكوتها في يد علي كرامة له ، فكيف نفسر تسبيحها في يد رسول الله صلى الله عليه وآله . . فقاهة عمر : 16 - قد تقدم في فصل : عمر بن الخطاب ، الولي المعصوم : « تحت عنوان : عمر فقيه يشهد له الرسول ( صلى الله عليه وآله ) » أن عمر قد قد فسر قوله تعالى : * ( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ) * [2] تفسيراً خاطئاً . . ولكن ابن عربي قد جعل ذلك من فضائل عمر وكراماته ، فراجع ما ذكرناه .
[1] مجموعة رسائل ابن عربي ( المجموعة الأولى ) ص 128 و 129 و 130 . [2] الآية 20 من سورة الأحقاف .