هذا . . ولكن انكار هؤلاء لشهود ابن عباس للصلح ، وإصرارهم على أن الذي شهده هو أخوه عبيد الله لا يعني أنه قد سرق الأموال وفر إلى مكة ، مضافاً إلى إننا لا نرى مانعاً من شهوده للصلح ، وأنه قد قدم من البصرة خصيصاً من أجل ذلك ، ثم عاد إليها وثقله بها ؛ فحمله ، وعاد إلى مكة ، سيما بملاحظة ما سيأتي مما يدل على أنه كان والياً على البصرة من قبل الحسن أيضاً . . وعلى كل حال . . فلنعد الآن إلى متابعة أقوال القائلين بأنه لم يفارق علياً ، وأنه ما زال والياً على البصرة إلى أن قتل علي عليه السلام ، فنقول : قال ابن أبي الحديد : ( . . وقال آخرون ، وهم الأقلون : هذا لم يكن ، ولا فارق عبد الله بن عباس علياً عليه السلام ، ولا باينه ولا خالفه ، ولم يزل أميراً على البصرة إلى أن قتل علي عليه السلام . . ) [1] ثم استدل على ذلك ببعض ما أشرنا إليه ، ثم قال : ( وهذا عندي هو الأمثل والأصوب ) وان كان قد أظهر التردد أخيراً . .
[1] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 171 ، ورجال المامقاني ج 2 ص 194 عن ابن ميثم .