فتنة ابن الحضرمي عند علي . . كل ذلك لا ينسجم مع ما ذكره البلاذري ، لان فتنة ابن الحضرمي كانت سنة 38 للهجرة . . والصحيح : هو ما ذكره آخرون : من أن ابن عباس كان حين فتنة ابن الحضرمي عند علي عليه السلام بالكوفة . وقد كاتبه زياد في أمر ابن الحضرمي ، وطلب منه أن يخبر علياً بأمره ، فأخبره ، ثم كاتبه على نفسه إلى آخر ما ذكروه [1] . ومن هنا نعرف : ان اصرار طه حسين على كون السرقة قد وقعت قبل فتنة ابن الحضرمي ، تبعاً للبلاذري لا يمكن ان يستقيم تاريخياً ، فضلاً عن سائر الدلائل والشواهد الدالة على عدم صحة تلك الرواية من أساسها . . كانت تلك هي بعض الملاحظات ، التي أحببنا ان نسجلها في هذه العجالة ، قبل ذكرنا لبعض الأدلة والشواهد ، التي نرى انها كافية للحكم على هذه الرواية بالوضع والافتعال . .
[1] الغارات للثقفي ص 390 ، وشرح النهج للمعتزلي ج 4 ص 42 منه : انه كان قد قدم الكوفة ليعزي علياً عليه السلام بمقتل محمد بن أبي بكر .