نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 96
ونعود لنضع في الميزان ما نزل باليهود من عسف واضطهاد ، فنقرر أنه نزل بالعرب أضعاف أضعاف هذا العدوان ، أنزله بهم ظلما الصليبيون والمغول والعثمانيون والفرنسيون والإنجليز والطليان ، ولكن العرب لم يعرفوا الصراخ ولم يتخذوه وسيلة لاستدرار العطف ، فبدا اليهود للناس منكوبين يستحقون العون ، وتنوسى ما نزل بالعرب من نكبات وبلايا . في الطريق إلى العودة : أوضحنا أن وضع اليهود في البلاد التي نزلوا بها كان وضعا قلقا ، إذ كانوا يكونون طبقة خاصة منعزلة عن باقي الطبقات ومعادية لها ، ومع هذا فقد أتيح للكثيرين منهم ثراء عريض بسبب تعاونهم مع بعضهم البعض وانتهازهم الفرص وبراعتهم في الشؤون الاقتصادية ، حتى سماهم Rene Sedillot : ملوك المال وسادة البنوك في العالم الذين لم يخضعوا قط للقانون في شؤون الربا وشئون التجارة [1] ، وترتب على هذا الثراء أن انصرف بعضهم عن التفكير في فلسطين والعودة إليها ، ولكن البعض الآخر وجد في فلسطين الملجأ الذي يحميه من الاضطهاد والقلق ، فأصبحت فلسطين لهؤلاء أغنية يتغنون بها وأملا يتطلعون إليه ، ومن هؤلاء لورد بيرون الذي خلد تشريد بني إسرائيل في أغانيه العبرية إذ قال : إن للحمامة البيضاء عشا صغيرا ، وللثعلب وكرا ، ولكل إنسان وطنه ، ولا وطن لليهود . وجاء دزرائيلي فحدب على قضية اليهود في روايته دافيد أكروا ، وجعل بطلها يقول : تساليني عن أعز أمنية عندي ،