نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 45
عن ذلك ما ذكره Charles Kent [1] بقوله : خلاله أكثر فترات التاريخ كان العبرانيون محاطين بدائرة من الأمم المعادية التي تمثل حلقة من نار لا تدع لهم فكاكا . لغة العبريين : ونتوقف الآن قليلا عن الاستمرار في وصف تحركات العبرانيين لنتحدث عن لغتهم ، وينبغي عند الحديث عن لغة العبرانيين أن نتذكر أن هؤلاء المهاجرين استغرقوا في رحلتهم فترة طويلة لم تحددها المراجع التاريخية ، ولكن لنا أن نتصور أن رحلة من أور الكلدانيين إلى أرض كنعان ، يمضيها مهاجرون معهم أنعامهم وأبقارهم ، لا بد أن تكون قد قطعت في عدة سنوات ، وبخاصة إذا لاحظنا أن هؤلاء المهاجرين لم يكن لهم هدف يسعون له ، وإنما كان كل هدفهم أن يهربوا من أعدائهم الذين نفروا من دعوة إبراهيم ، ومن أجل هذا نتصور رهط إبراهيم يحط الرحال من حين إلى حين كلما وجد مرعى للماشية أو مستراحا للرهط ، وفي خلال هذه الرحلة اقتبس رهط إبراهيم كلمات كثيرة من الأمم التي اخترقها الرهط المهاجر ، فلما وصلوا إلى أرض كنعان كانت اللغة التي يتكلمون بها عبارة عن لهجة آرامية أقرب ما تكون إلى العربية ، ولكن العبريين كانوا ينطقون هذه اللهجة متأثرين بقواعدهم ونحوهم ومفرداتهم اللغوية وقد اصطلح على تسمية هذه اللهجة العبرية ، ولم يبد للغة الجديدة استقلال إلا حوالي سنة 1400 ق م ، وأول النصوص المعروفة بهذه اللغة يرجع إلى سنة 1200 ق م وقد ماتت هذه اللغة حوالي سنة 200 ق م فعمرها لا يزيد عن ألف عام [2] .
[1] lbid pp . 24 - 25 [2] دكتور فؤاد حسنين : التوراة ص 11 و 13 .
45
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 45