نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 37
الفرات وتربطهم بهم روابط نسب ، كما أن روابط جمة تشمل اللغة والعادات والأفكار الدينية كانت تربط هذه الممالك بعضها ببعض . وكانت لغتها لهجة من الكنعانية ، وتعتبر مؤاب أكثرها حضارة إذ كانت أسرعها في التحول من نظام البدو إلى عالم الحضر ، ويبدو أن أن خصب موقعها ساعد على سرعة التحول فاستقرت واشتغلت بالزراعة وبنت المدن العظيمة . أما مملكة إدوم فكانت تمتد إلى خليج العقبة ، وأهم ما كانت تشتغل به هو رعي الأنعام في السهول الفسيحة التي تتبعها ، ومن أجل هذا كانت أقل الممالك الثلاثة حضارة ومدنية ، وكانت عمون - في الشمال من مؤاب - تعمل في الزراعة والرعي جميعا ، فبعض بطونها استقر وبنى المدن واشتغل بالزراعة ، والبعض الآخر ظل يتجول ويرعى الغنم والماشية ، وهي لهذا تعد من جهة المدنية وسطا بين مؤاب التي اتجهت للاستقرار والزراعة ، وبين إدوم التي ظلت تعيش عيشة البادية [1] . المناطق المحيطة : المناطق السابقة هي المناطق ذات الصلة الوثيقة بدراستنا عن اليهود ، وبقي علينا بعد ذلك أن نتكلم كلمة عن الدول المحيطة بهذه المناطق ، ونعني بها مدين في الجنوب الشرقي ، ومصر في الجنوب الغربي ، وبابل وأشور في الشمال والشمال الشرقي ، وطبيعي أن اليهود عرفوا هذه الدول واتصلوا بها مسالمين حينا ومحاربين حينا ، وتأثروا كثيرا بأفكار السكان ومعتقداتهم ، فتعرفنا على هذه الدول هنا يعد أساسا من أسس هذه الدراسة .
[1] . 32 - A History of the Hebrew People pp 31 : Charles Foster Kent
37
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 37