نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 29
العلم لم يكن وسيلة عند المسلمين للحط من الأديان الأخرى ، وإنما كان دراسة وصفية علمية تؤدي إلى نتائجها الطبيعية . ويعتبر النوبختي ( 202 ه ) مؤلفا لأول كتاب في هذا المجال ، فقد كتب كتابا عن الآراء والديانات ) وكتب المسعودي ( 346 ه ) كتابين عن ( الديانات ) ثم جاء المسيحي ( 420 ) فكتب كتابه ( درك البغية في وصف الأديان والعبادات ) وهو كتاب مطول يقع في حوالي ثلاثة آلاف ورقة ، وكثر بعد ذلك التأليف في هذا المجال ، ومن أبرز الكتب التي كتبت عن الملل والنحل واتخذت هذه التسمية عنوانا لها كتاب ( الملل والنحل ) لأبي منصور البغدادي ( 429 ) وكتاب ( الفصل في الملل والأهواء والنحل ) لابن حزم الأندلسي ( 456 ) وكتاب ( الملل والنحل ) للشهرستاني ( 548 ) وهناك كتاب ( تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ) لأبي الريحان البيروني ، وهو كما ينبئ اسمه خاص بأديان الهند وليس شاملا للأديان والعقائد المختلفة كالكتب السابقة . وكانت كتابات المسلمين في هذا المجال وصفية علمية لا تعصب فيها ، فلما جاءت الحروب الصليبية بأهوالها أدرك المسلمون أن أتباع الديانات الأخرى لا يتحلون بالتسامح الديني ، فخفت صوت علم مقارنة الأديان ، بيد أن إخفاق الصليبيين في السيطرة على المسلمين بالوسائل العسكرية جعلهم يلجأون إلى الوسائل السلمية وفي مقدمتها التبشير الذي يستلزم معرفة شئ عن الإسلام والدراسات الإسلامية . وقبل عصر الاستعمار قرر الخبراء من المبشرين أن الإنسان بن نزعة دينية في أعماقه مهما كان ماديا أو تظاهر باللادينية ، كما قرروا أن رباط رباط الدين لا يقل عن الدم والجنس ، ثم إن معرفة الداعي بين المدعو واعتقاده يساعد
29
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 29