نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 266
حواشي كثيرة وشروحا مسهبة ، وسميت هذه الحواشي وتلك الشروح باسم ( جمارا ) . ومن المشنا والجمارا يتكون التلمود ، فالتلمود تعليم ديانة اليهود وآدابهم ، والمشنا الذي به زيادات لحاخامات فلسطين يسمى هو وشروحه ( تلمود أورشليم ) أما المشنا الذي به زيادات لحاخامات بابل فيسمى هو وشروحه ( تلمود بابل ) . وهو المتداول بين اليهود والمراد عند الاطلاق [1] . ويعتبر أكثر اليهود التلمود كتابا منزلا ويضعونه في منزلة التوراة ، ويرون أن الله أعطى موسى التوراة على طور سيناء مدونة ، ولكنه أرسل على يده التلمود شفاها ، ولا يقنع بعض اليهود بهذه المكانة للتلمود ، بل يضعون هذه الروايات الشفوية في منزلة أسمى من التوراة ، ويرى بعضهم ألا خلاص لمن ترك تعليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط ، لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى ، ويعدون التوراة خبزا ويرون أن الإنسان لا يعيش بالخبز فقط ، وأن الأدم هو التلمود ، ويصرحون بأن من يقرأ التوراة بغير المشنا والجمارا فليس له إله . وتضطرب آراء اليهود أحيانا وهم يضعون التلمود في تلك المكانة ، فلا يكتفون بما سبق أن أوردناه من أن التلمود منزل ، بل يعلنون أن التلمود وإن كان أقوال الحاخامات ، فهو أيضا في مكانة التوراة ، لأن أقوال الحاخامات هي قول الله الحي ، وأن الله يستشير الحاخامات عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها في السماء [2] ، وإذا خالف أحد