نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 239
من بابل إلى أورشليم ، ثم يجئ - في بعض النسخ - سفر يحمل الاسمين معا ( عزرا - نحميا ، ) ويلي ذلك سفر نحميا ، ولو تتبعنا الأحداث التاريخية لكان سفر نحميا جديرا بالتقدم على سفر عزرا ، لأن نحميا سبق عزرا في الحضور إلى أورشليم ، ولكن يبدو أن شخصا واحدا هو الذي ألف سفر أخبار الأيام بقسميه وكذلك الأسفار المنسوبة لعزرا ونحميا ، وكان ذلك حوالي سنة 300 ق م أي بعد عزرا ونحميا بأكثر من قرنين ، وذلك على الرغم من أن في سفر نحميا عبارات كثيرة يتحدث فيها الكاتب عن نفسه متقمصا شخصية نحميا ، وقد تقدم سفر عزرا لأهمية هذا الكاهن في التاريخ اليهودي ، ولأنه بعد أن حضر سبق نحميا في المكانة ، وكان له قصب السبق في إعادة بناء الهيكل . وقد تمكن بذكائه وحسن سياسته من أن يؤثر على ملك الفرس فأذن له بالذهاب إلى أورشليم ، لإعادة أسوارها وبناء أبوابها وتشييد قلاعها ، وقد تمكن نحميا من إعادة بناء السور ، ثم جاء عزرا ومعه ألف وثمانمائة شخص إلى أورشليم ، وكان من بينهم رجال المعبد لإعادة شريعة يهوه ، وأصبح عزرا نائبا عن الملك ، يعين الموظفين ويوقع عليهم العقوبات ، وهكذا قام عزرا بحركة إصلاح ديني في القرن الخامس قبل الميلاد ، وكانت حركة معززة بالسلطة الحكومية التي كان يمثلها عزرا في نفس الوقت ، ويحوي السفر قانونا ، يفرض على الشعب الطاعة العمياء لعزرا ، لأنه يؤيد شريعة موسى ، كما يسرد السفر أعمال الاصلاح الدينية والاجتماعية التي تنسب إليه ، ويعد سفرا أخبار الأيام وأسفار عزرا ونحميا سلسلة متكاملة مستقلة تشمل تاريخ العالم من آدم إلى عزرا ، حتى ليمكن بها الاستغناء عن باقي الأسفار التاريخية مع شئ من الاختصار ، وأسفار عزرا ونحميا هي أقدم الأسفار التي تتحدث عن اليهود بعد المنفى .
239
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 239