responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 225


والميل للعبادة ، ولكن هذا الفريق امتاز بعدم التسامح ، بل بالعدوانية ضد المواطنين الذين اتهموا باللادينية ، أو بقبول الخضوع لغير الجوييم ، وكان من سياسة هذا الفريق ألا ينتظر أتباعه العون من إلههم ، بل أن يعملوا بأنفسهم ليساعدوا الإله على تحقيق ما يريده لشعبه ، وكانوا بذلك يكونون الجناح اليساري في فريق الفريسيين ، بيد أنهم كانوا في غاية الحماسة تجاه شغفهم بالحرية ، ولم يعترفوا بأي سلطان عليهم سوى سلطان الله ، وكان الموت عندهم أسهل من طاعة غير اليهود ، ومن ثم أعلنوا احتقارهم لجماعة الفريسيين الذين قبلوا الأمر الواقع وخضعوا للرومان ، وكانت الحركات الثورية التي قام بها المتعصبون في مطلع القرن الميلادي الأول سببا في الحدة بين اليهود وبين الرومان ، مما دفع الرومان إلى أن يضربوا الثائرين ضربات قاصمة ، وأن يذبحوا قادرة الثورة ، ولكن إخماد هذه الثورات لم يضع نهاية لحركات المتعصبين ، فهبوا من جديد يدبرون ثورات أخرى ويجمعون لها الجموع ، ولما أحس الرومان بذلك قضوا على السلطة المحلية التي كانوا قد منحوها لليهود ، وحكموا مناطق اليهود بطريق مباشر ، وكان ذلك باعثا لحماسة هذا الفريق ودافعا إلى خلق جو من الاضطراب والقلق في المناطق اليهودية ، وفي هذا الجو بدأ المتعصبون حركات اغتيال وفوضى ضد الرومان وضد اليهود الذين كانوا يتعاونون مع الحكم الروماني ، وبلغ من حماستهم أنهم كانوا يرتكبون جرائمهم علنا في الطرقات ، ويغتالون دون تردد كل من يرون أن الفضاء عليه سيحقق لهم هدفهم [1] ، وبهذا أطلق عليهم ( السفاكون ) Assassius كما لجئوا إلى النهب واللصوصية والفتك ، وأوقعوا بالبوليس الروماني ألوانا من العنت ، ومن أجل هذا يعد الباحثون هذا الفريق ضمن الفرق السياسية ، أو فرق العصابات ، مع أنهم بدءوا حركتهم في إطار ديني ، ولهدف ديني ، ولكن جرائمهم الكبرى نقلتهم من ميدان إلى ميدان [2] .



[1] من أحفادهم قتله برنادوت وكنيدي .
[2] 170 - The Jewish World in the time of Jesus pp 169

225

نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست